الثلاثاء، يناير ١٥، ٢٠١٣

خصخصة هيئة سكك حديد مصر

متى يتوقف هذا المسلسل المؤسف من حوادث القطارات في مصر؟ فما ان ننتهي من حادث حتى نصحوا على آخر، يحصد أرواح العشرات من المصريين في كل مرة، من يتحمل دمائهم، وفي رقبة من؟؟؟ 

كل ضحية من هؤلاء خلفه أسرة أب وأم واخوة، وأحيانا زوجة وأطفال صغار فقدوا عائلهم أو عائلتهم وسوف يعانون طوال حياتهم من فقدانه، فقدان من يكافح عنهم ويربيهم ويرشدهم ويهيئهم كي ينخرطوا في المجتمع كأشخاص أسوياء.. كل حادث للقطارات ينتهي بالفعل بمأساة حقيقة، لا يشعر بها سوى من سيعيشونها. فمتى ستتوقف هذه المآسي في مصر؟؟؟

هيئة سكك حديد مصر تعاني من نقص الموارد على نحو خطير. فهي كمؤسسة اقتصادية تحقق خسائر كبيرة سنويا نظرا لضخامة الشبكة التي تشغلها، والاسعار الرمزية التي يتم تقديم الخدمة على أساسها. في ذات الوقت لا تخصص الدولة لها كمية الاستثمارات اللازمة سنويا لصيانة وتحديث الخطوط ومدها بسبل التحكم الحديثة التي تكفل عملية تشغيل الشبكة بكفاءة وأمان.

أسطول عربات قطارات الهيئة متهالك وقل أن تجد قطارا يصلح للركوب، حتى على ما يسمى بخطوط الدرجة الأولى، التي هي بالفعل مثيرة للاشمئزاز. دائما ما كنت افضل ركوب القطار في رحلتى الى الاسكندرية حتى اتجنب عناء قيادة السيارة لهذه المسافة الطويلة، لكن سوء حال عربات الدرجة الأولى جعلتني افضل لاحقا أن استقل سيارتي، فالعربات قذرة لا تتم صيانتها على أي نحو، ناهيك عن دورات المياه فهي قصة آخرى ... ليس هناك وجه للمقارنة بين عربات الدرجة الأولى في خطوط سكك حديد مصر وخطوط الدرجة العاشرة في خطوط السكك الحديدية لدولة متقدمة.


ولكن هل هيئة سكك حديد مصر هي المسئولة عما يحدث.. من الظلم أن نقول نعم. فخطوط السكك الحديدية في مصر تعرضت عبر عقود طويلة للتدخل الحكومي المكثف بهدف ضمان الخدمة بأسعار رمزية لمستخدمي الخطوط، حيث يتم تحديد اسعارها على نحو لا يتوافق أبدا مع تكاليفها، ليس هناك مانع من أن تتدخل الدولة لتقديم الخدمة بأسعار رمزية، ولكنها لا بد في مقابل ذلك أن تعوض الخطوط عن آثار مثل هذه السياسات. العكس تماما هو ما يحدث، ففي مقابل فرض الاسعار المنخفضة على هيئة سكك حديد مصر تم إهمال تدبير الموارد اللازمة للهيئة لكي تتمكن من صيانة خطوطها واساطيل عرباتها وتحديثها بشكل دوري لكي تقدم لركابها خدمة آدمية.


سوف يظل مسلسل حوادث خطوط السكك الحديدية متكررا طالما أن اسعار التذاكر منخفضة، وطالما أن الدولة لا تدبر الميزانيات اللازمة لتطوير خطوط الشبكة وعرباتها. ما هو الحل إذن؟؟ الحل بسيط، لا بد من اخراج خطوط سكك حديد مصر من سيطرة الحكومة.. لا بد من خصخصة خطوط السكك الحديدية في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق