شبح البطالة يعود مرة أخرى ليخيم على سوق العمل الأمريكي ليعكس سوء أوضاع النمو والذي اتضحت في تراجع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي وفقا لنتائج التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من هذا العام، والتي أعلنت الأسبوع قبل الماضي. اليوم صدر عن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة تقرير التوظف عن شهر يوليو (لتحميل التقرير اضغط على الرابط http://www.bls.gov/news.release/empsit.nr0.htm ) انخفضت أعداد العمال في القطاع غير الزراعي بـ 131 ألف وظيفة في يوليو، واستمر معدل البطالة عند مستواه المرتفع 9.5%. الشكل التالي يوضح تطورات معدل البطالة شهريا خلال العام الماضي، والذي يوضح انه بعد ميل معدلات البطالة نحو الانخفاض، إلا ان المعدل ثبت هذا الشهر. نحتاج إلى الانتظار إلى الأشهر القادمة لكي نتابع تطورات هذا المعدل، وان كانت اتجاهات النمو تشير إلى انه ربما يعود إلى التصاعد مرة أخرى.
الشكل التالي يوضح التغير في أعداد العمال الموظفين خلال العام الماضي، لاحظ من الشكل ان الجزء الأول من الشكل يمثل شكل حرف V، وهذا هو التراجع الأول الذي حدث في أعقاب الأزمة المالية العالمية. الحديث يتزايد حاليا عن احتمال حدوث تراجع مزدوج أو كساد مزدوج، وهو ما يقتضي تشكيل حرف V آخر بجانب هذا الحرف في الشكل فتصبح تطورات معدل التوظف على شكل حرف W تقريبا، هذا هو التراجع المزدوج، والذي يعني أنه في حالة حدوثه سوف يدخل العالم مرة أخرى في حالة كساد جديد لتبدأ معاناة العالم مع الكساد، بصفة خاصة بعد ان استنفذ العالم تقريبا أسلحته للتعامل مع الأزمة والخروج من الكساد. بالنسبة لي أرى أنه ما زال من السابق لأوانه الحديث عن وجود تراجع مزدوج، حيث ما زلنا في حاجة إلى المزيد من تراكم البيانات حول معدلات النمو ومن ثم مستويات البطالة التي تثبت بشكل قاطع أننا نتوجه نحو كساد آخر.
عدد قوة العمل في الولايات المتحدة حاليا هو 153.6 مليون عامل، يشكلون 64% من عدد السكان في سن العمل والبالغ عددهم 237.9 مليون نسمة، يعمل من إجمالي قوة في الولايات المتحدة 138.9 مليون عامل، بينما لا يجد 14.6 مليون عامل فرصة عمل حاليا، على الرغم من أنهم مستعدين للعمل، وهو ما يعني أن معدل البطالة يبلع 9.5% كما سبقت الإشارة. الجدول التالي يقدم إحصاءات عن قوة العمل والبطالة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي.
الشكل التالي يوضح نسبة فقدان الوظائف في كافة حالات الكساد التي مرت بالاقتصاد الامريكي منذ الحرب العالمية الثانية. المنحنى الاحمر يمثل معدلات فقدان الوظائف في الكساد الحالي. الشكل يشير بصورة واضحة أن معدلات فقدان الوظائف في الكساد الحالي كانت الأقسى على الاطلاق في كافة حالات الكساد السابقة. لاحظ أيضا أن الخط الاسود الرأسي المقطع يشير الى قاع الكساد، والذي بلغه الاقتصاد الامريكي بعد حوالي سنتين من بدء الأزمة الحالية، وبعد حدوث تحسن واضح في معدلات فقدان الوظائف لمدة أربعة أشهر تقريبا بعد بلوغ قاع الكساد عادت معدلات فقدان الوظائف للارتفاع مرة أخرى، موحية باحتمال حدوث تراجع مزدوج. إذا حدث تراجع مزدوج فإننا سوف نطلق على المسافة على المنحنى حتى انكسار المنحنى نحو الاسفل مرة أخرى (بعد الخط الأسودالمقطع) بالتراجع الأول، والمساحة التي تليه بالتراجع الثاني، ومن ثم نطلق على المساحتين التراجع المزدوج. غير أننا مرة أخرى لا يمكن ان نجزم بأنه من المؤكد حدوث تراجع مزدوج نظرا لعدم كفاية الادلة المتاحة حاليا للتأكد من ذلك. صحيح أن هناك اشارات قوية للتراجع المزدوج، ولكن الشكل يشير الى أن مثل هذه الاشارات باحتمال حدوث تراجع مزدوج تكررت في الولايات المتحدة في معظم حالات الكساد التي مر بها الاقتصاد الامريكي، دون أن يحدث التراجع المزدوج، لذلك افضل انتظار تدفقات البيانات حول معدلات النمو والبطالة في الاقتصادي الامريكي وباقي دول العالم للحكم بشكل مطلق على وجود تراجع مزدوج من عدمه، مع الدعوات الى الله سبحانه وتعالى ألا يحدث ذلك وأن يعجل بخروج العالم من الكساد الحالي.
مباشرة بعد الاعلان عن بيانات التوظف في شهر يوليو، انخفض سعر برميل النفط بدولارين، أي أن هذا الخبر كلف دول الاوبك خسارة في الايرادات بحوالي 50 مليون دولارا يوميا، إلى أن يعود سعر النفط الى مستوياته قبل الانخفاض (82 دولارا).
مباشرة بعد الاعلان عن بيانات التوظف في شهر يوليو، انخفض سعر برميل النفط بدولارين، أي أن هذا الخبر كلف دول الاوبك خسارة في الايرادات بحوالي 50 مليون دولارا يوميا، إلى أن يعود سعر النفط الى مستوياته قبل الانخفاض (82 دولارا).
مدونة اقتصاديات الكويت ودول مجلس التعاون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق