يبدو أن الضغط في بالون أسعار الذهب يقترب حاليا من المستويات الحرجة التي ستعمل على تسريع انفجار الفقاعة. هذا الشهر شهد ارتفاعات تاريخية في سعر أوقية الذهب. في بداية شهر ابريل من هذا العام بلغ سعر أوقية الذهب 1418دولارا للأوقية، اليوم 30 ابريل 2011 بلغ سعر الذهب 1565 دولارا، مما يعني أنه منذ بداية هذا الشهر وحتى اليوم بلغ الارتفاع في سعر الذهب 147 دولارا، وهو ارتفاع بكل المقاييس يعد تاريخيا ان ترتفع اسعار الذهب بهذا المعدل في شهر واحد، حيث يعني ذلك أن الذهب قد حقق عوائد في هذا الشهر بلغت في المتوس 10.4%، وهو معدل فلكي للعائد. بالطبع سوف تخرج علينا أطنان من التحليل الفني التي تشير الى مستويات فلكية جديدة من الدعم والمقاومة لسعر الذهب.
من المؤكد أن المضاربين في الذهب يرقصون اليوم على ايقاع هذه المعدلات الرهيبة للعوائد. غير أنه لا بد من التنبيه بأن ارضية المرقص أفضل ما يمكن وصفها به هي أنها أشبه ما تكون بأرضية مصنوعة من الثلج، والتي على الرغم من أنها قد تبدو جامدة حاليا، فإنها معرضة للذوبان في أي لحظة. هذه المستويات الفلكية لسعر الذهب، في رأيي تعني أن السقوط سوف يكون مروعا، وأن خسائر انفجار الفقاعة سوف تكون رهيبة. مخاطر الاستثمار في الذهب اليوم مرتفعة للغاية بقدر ارتفاع معدلات العائد فيه، وهي معادلة اقتصادية بسيطة. فمن المعلوم ان مستويات العائد ترتبط بمستويات المخاطرة، وكلما ارتفعت مستويات المخاطر المصاحبة للاستثمار في اصل ما كلما ارتفعت معدلات العائد المحقق على هذا الاصل.
الأشكال الثلاث الآتية توضع تطورات السعر اليومي للذهب خلال شهر ابريل من هذا العام، وخلال هذه السنة، حتى تاريخ اليوم، وخلال الفترة من بداية 2007، قبل انطلاق الازمة المالية العالمية حتى تاريخ اليوم.
الاشكال توضح بصورة جلية خطورة التطورات التي يشهدها سعر الذهب اليوم، ومدى حدة عملية المضاربة التي يشهدها سعر الذهب في الايام الأخيرة.
الشكل رقم (1) الاسعار اليومية للذهب (ابريل 2011)
الشكل رقم (2) الاسعار اليومية للذهب (يناير 2010 - ابريل 2011)
الشكل رقم (3) الاسعار اليومية للذهب (يناير 2007 - ابريل 2011)
حاليا لا انصح من بطبيعته يتجنب دائما المخاطرة ان يستثمر في الذهب، دعوا الذهب للمضاربين الساعين نحو المخاطرة، فهؤلاء هم الاكثر استعدادا لتحمل المخاطر، ومن ثم تحمل الخسائر الكامنة، فمشكلة مثل هذا الارتفاع الحاد انه يعمل على فتح شهية المضاربين على المضاربة بصورة اكبر في الذهب، ويقدم فرصة ذهبية للقائمين على صندوق المعدن بالتسويق للأصل الاستثماري، استنادا الى المعدلات الخيالية للعائد التي يحققها الاستثمار في الذهب.
تنبغي الاشارة الى ان هذه المعدلات المرتفعة للعائد لا تعكس سوى ضغوط المضاربة في ظل الاحوال السائدة حاليا في العالم، وبعض الاخبار التي قد يكون مبالغا فيها حول اتجاهات استعادة النشاط الاقتصادي في العالم ومعدل صرف الدولار.
قامت فاطمة الزهراء محمد السقا بتجميع البيانات الخاصة بالسعر اليومي للذهب، وعمل الصور البيانية لها.
لك منا كل الشكر الجريل على المقال دكتور لفاطمة الزهراء ايضا
ردحذفشكرا سارة
ردحذف