الاثنين، نوفمبر ٢٦، ٢٠١٢

الهند أكبر دول العالم نموا هذا العقد

تتفق جميع السيناريوهات المتاحة حاليا على أن الهند سوف تكون أكثر دول العالم نموا هذا العقد، أخذا في الاعتبار التحديات التي أصبحت الصين تواجهها في الوقت الحالي واحتمالات عدم قدرة الصين على استعادة معدلات النمو التي حققتها في العقد الأول من هذا القرن قبل انطلاق الأزمة المالية العالمية.
هذه السيناريوهات يتم تداولها على الرغم من المخاطر التي تواجه النمو الهندي، بصفة
 خاصة ارتفاع حجم الدين العام الذي يصل حاليا إلى حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي في الهند، بسبب السياسات الكريمة التي تتبعها الهند في الدعم والإعانات، والتي أدت إلى رفع نسبة عجز الميزانية العامة إلى الناتج من 6% إلى 9% حاليا، وهو مستوى مرتفع جدا.
الخطر الثاني الذي يواجه النمو الهندي هو انتشار الفساد، فعلى الرغم من أن الهند تعتبر دولة ديمقراطية، حيث تمثل أكبر ديمقراطيات العالم، إلا أن هذا لم يحل دون انتشار الفساد على نطاق واسع في الهند، ولسوء الحظ فإن أداء الهند في مكافحة الفساد مازال دول المستوى المطلوب لدولة ناشئة تستعد للانطلاق.
الخطر الثالث الذي يواجه الهند هو العوامل الديموغرافية، بصفة خاصة النمو السكان السريع الذي ينظر اليه على أنه الخطر الذي يمكن ان يلتهم ثمار النمو، غير أن بعض المراقبين اصبحوا ينظرون إلى النمو السكاني اليوم على أنه نعمة وليس نقمة، وانه من الممكن أن يمثل أقوى أساس يمكن أن يرتكز عليه النمو الاقتصادي السريع في عالم اليوم، ويستشهدون في ذلك بالتجربة الصينية. غير أنه لكي تنجح الهند في الاستفادة من البعد السكاني لا بد وأن يصاحب ذلك جهود حثيثة لنقل السكان من المزارع حيث تنخفض مستويات الإنتاجية على نحو واضح، إلى تولي وظائف ذات إنتاجية مرتفعة عن تلك التي يؤدونها في الريف الهندي، وهو اتجاه إن حدث سوف ينقل الهند نقلة كبرى في صف الدول الناشئة في عالم اليوم.
شخصيا أميل إلى الاتفاق مع هذه السيناريوهات، وأنه ربما يكون هذا العقد هو العقد الهندي شريطة ان يصاحب ذلك استراتيجيات مشجعة لهذا الاتجاه من جانب الحكومة الهندية، والتي من الواضح أن لديها مثل هذا الاتجاه.
لا أدرى متى ستبدأ مصر في الاستفادة من البعد السكاني الذي تتمتع به حاليا لتنتقل من مصاف الدول الفقيرة إلى مصاف الدول الناشئة.
من خلاصة قراءتي في كتاب Breakout Nations
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق