معجزة التكنولوجيا لشركة أبل الأمريكية "جهاز الايفون" لا ينتج، بالطبع مثل كثير من المخترعات الأمريكية، في أمريكا، وإنما ينتج في الصين، حيث تكون تكلفة تجميعه ارخص نظرا للفارق الهائل بين اجر ساعة العمل للعامل الأمريكي والعامل الصيني، وحتى تتمكن أبل من توزيع الجهاز على أقصى نطاق ممكن في العالم وتمكين المستهلكين من كافة أنحاء العالم من أن يكونوا قادرين على شراء الجهاز، وهذا هو الدور الذي تؤديه الصين لشركة ابل.
متوسط سعر جهاز الايفون حوالي 600 دولارا أمريكيا، بالطبع لا يذهب هذا المبلغ إلى الصين، وإنما تحصل الصين فقط على 6.54 دولارا في مقابل كل جهاز يتم تجميعه في الصين، أي بنسبة 1% تقريبا من سعر الجهاز، أما باقي الثمن فيذهب إلى شركة أبل الأمريكية التي تسير حاليا إلى أن تصبح اكبر شركات العالم من حيث القيمة الرأسمالية السوقية، بفضل مخترعاتها الذكية والكفئة والمعتمدة في مجال الحاسبات والهاتف النقال، فضلا عن أجهزة آي باد، وأي بود.
غير أن حسابات وزارة التجارة الأمريكية لإعداد ميزان المدفوعات الأمريكي، تعتبر أي جهاز يتم استيراده من الصين على انه واردات أمريكية من الصين، ومن ثم فإن مشتريات الأمريكيين لجهاز الآيفون من الصين تدخل ضمن حسابات العجز التجاري الأمريكي مع الصين، على الرغم من أنه منتج أمريكي.
وفقا لآخر الإحصاءات عن ميزان المدفوعات الأمريكي في 2009، فإن مشتريات جهاز الآيفون من الصين أضافت حوالي 2 مليار دولارا أمريكيا للعجز الأمريكي مع الصين في عام 2009. هذا العجز يرجع بالطبع إلى أسلوب حساب وتقييد قيمة الصادرات والواردات في ميزان المدفوعات الأمريكي، على الرغم من انه جهاز أمريكي وتملكه شركة أمريكية.
إذا ما تم استخدام أسلوب القيمة المضافة في تقييد قيم السلع والخدمات التي يتم استيرادها وتصديرها إلى الخارج، فإن هذا العجز مع الصين يتحول إلى فائض يساوي 48 مليون دولارا، بدلا من عجز يساوي 1.9 مليار دولارا.
ماذا تعني هذه الملاحظة الأخيرة، إنها تعني أن أرقام العجز المعلنة في ميزان المدفوعات الأمريكي مع الصين مغالى فيها، ومن ثم فإن الادعاءات الأمريكية حول العجز التجاري مع الصين مبالغ فيها.
المصدر:
Yuqing Xing And Neal Detert "How iPhone Widens the US Trade Deficits with PRC"
مقال ممتاز .. غريبة أن الصين لا تثير ضجة حول ذلك و بقية الأشياء المنتجة في الصين و التي تعود لمالك أمريكي
ردحذف