منطقة اليورو تدخل العام الجديد 2011 وهي محملة بمخاطر التفكك أكثر من أي عام مضى في تاريخها، منذ إنشاءها وحتى الآن. وفقا لبعض التوقعات فإن العام القادم ربما يشهد نهاية الاتحاد النقدي الأوروبي ومن ثم زوال اليورو كعملة موحدة، وذلك نظرا للأوضاع المالية والخطيرة التي يعاني منها الاتحاد النقدي الأوروبي، والمرجحة للانفجار في أي لحظة من الآن فصاعدا. السيناريوهات المتاحة حاليا تدور حول احتمال انفجار أزمات الديون السيادية لدول منطقة اليورو، واحدا تلو الآخر بدءا بالبرتغال كسيناريو أول، أو ريما تسير الاوضاع على نحول أسوأ وبشكل سريع بحيث ينفجر الاتحاد النقدي الأوروبي بأكمله مرة واحدة تحت الضغوط المالية الحادة التي يواجهها، وهذا هو السيناريو البديل.
معدلات العائد على السندات الأوربية للدول الأربع التي تمثل بقعا ساخنة في المنطقة وهي اليونان وايرلندا والبرتغال واسبانيا بلغت حاليا مستويات تاريخية، إلى الحد الذي يدفع بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن انفجار الوضع الأوروبي هو مجرد مسألة وقت لا أكثر. غير أنني أرى أنه وحتى هذه اللحظة تبدو أوروبا متماسكة، ويبدو ان هناك التزام من جميع الاعضاء بالاستمرار في الدفاع عن اليورو وصيانة المكاسب التي حققها الاتحاد النقدي الأوروبي خلال العقد الماضي، وذلك باستمرار تحوله إلى ثاني عملة احتياط في العالم.
وحتى لا يحدث ذلك لا بد وان تتغير طبيعة التزامات الدول الأعضاء في اليورو بصورة جوهرية، وبحيث لا يقتصر الاتحاد النقدي على التكامل في الجوانب النقدية، وإنما يمتد أيضا للجوانب المالية، أي أن يكون هناك اتحادا ماليا Fiscal union بين الدول الأعضاء، بجانب الاتحاد النقدي، بحيث يسهل إجراء تحويلات مالية بصورة أوتوماتيكية بين الدول الأعضاء لمساعدة الدول التي تواجه ضغوطا مالية وإقالتها من عثرتها، بدلا من أن تتم دراسة كل حالة على حدة، وبذل المزيد من الوقت في سبيل تحقيق ذلك، الأمر الذي يؤثر على أوضاع الدول التي تواجه ضغوطا مالية، ويرفع من معدلات العائد على سنداتها. شرط الاتحاد المالي أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى بالنسبة لاتفاقيات العملة الموحدة، وهو سر نجاح واستمرار الدولار كعملة موحدة للولايات الأمريكية المختلفة، باعتباره انجح نظام اتحاد نقدي شهده العالم حتى الآن.
سوف أتناول الموضوع بصورة أكثر تفصيلا في مقال لاحق إن شاء الله، ولكن المهم الإشارة إليه الآن هو أن الكثير من المراقبين يعتقدون بأن عظم المخاطر التي يواجهها الاتحاد النقدي الأوروبي على أعتاب العام الثاني من العقد الثاني على إطلاقه، ترفع من احتمالات ألا يكمل اليورو الرحلة خلال هذا العقد، وهو احتمال لا أؤمن به شخصيا حيث أميل إلى الاعتقاد بأن اليورو سوف يخرج من عنق زجاجة الديون السيادية سالما، وإن كان ذلك سوف يستغرق بعض الوقت.
أعتقد أيضا أن العالم بحاجة الى مساعدة الاتحاد الأوروبي على الخروج من ازمته نظرا لأن العالم في حاجة الى استمرار وجود اليورو، وذلك لضمان تعدد الخيارات المتاحة أمامه في الاحتفاظ ب/و استخدام أكثر من عملة دولية حتى لا يعود العالم مرة أخرى تحت رحمة عملة واحدة هي الدولار الأمريكي.
أعتقد أيضا أن العالم بحاجة الى مساعدة الاتحاد الأوروبي على الخروج من ازمته نظرا لأن العالم في حاجة الى استمرار وجود اليورو، وذلك لضمان تعدد الخيارات المتاحة أمامه في الاحتفاظ ب/و استخدام أكثر من عملة دولية حتى لا يعود العالم مرة أخرى تحت رحمة عملة واحدة هي الدولار الأمريكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق