أشارت بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي إلى تراجع معدلات النمو، أو تراجع استعادة النشاط الاقتصادي في الربع الثالث من هذا العام بأكثر من النصف، حيث اقتصر معدل النمو المتوسط على 0.4% في كل من منطقة اليورو (16 دولة)، الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، وذلك مقارنة بمعدل 1% في الربع الثاني من هذا العام. معدل النمو المحقق جاء اقل من التوقعات في هذا الربع والتي كانت تدور حول 0.5%.
معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي هو أوسع مقياس لنمو قيمة السلع والخدمات المنتجة في منطقة الاتحاد الأوروبي، وهو يعبر عن مدى صحة الاقتصاد، بالطبع عندما يحقق الاتحاد الأوروبي معدل نمو موجب فإن اليورو يتأثر بصورة ايجابية، بينما عندما يحقق الاتحاد الأوروبي معدلات نمو منخفضة أو سالبة، فإن ذلك يؤثر سلبا على مركز اليورو في أسواق العملات الأجنبية، تراجع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي انعكس على قيمة اليورو حاليا في سوق النقد الأجنبي، حيث يتراجع اليورو بصورة واضحة هذه الأيام.
أهم المؤشرات المثيرة للاهتمام هو التراجع الخطير في معدل النمو المحقق في ألمانيا، من 2.3% في الربع الثاني من هذا العام إلى 0.7% فقط في الربع الثالث. كنت قد تناولت مسبقا مقالا بعنوان تفاوت سرعات النمو في منطقة اليورو حيث حققت ألمانيا معدل نمو سنوي يفوق نسبة 9%، مقارنة بالأعضاء الآخرين في المنطقة والذين حققوا معدلات نمو متواضعة نسبيا. من ناحية أخرى اقتصر معدل النمو في فرنسا على 0.4% وفي ايطاليا على 0.2%، وهي معدلات نمو متواضعة للغاية، من الواضح أيضا أن نتائج الربع الثالث تشير إلى تقارب معدلات النمو في منطقة اليورو على نحو اكبر مما كان عليه الحال مسبقا.
الوضع المثير للقلق في نتائج معدلات النمو الأخيرة هو استمرار تراجع معدل النمو في اليونان حيث حققت معدل نمو سالب يبلغ 1.1%، مقارنة بمعدل نمو سالب في الربع الثاني 1.7%، وعلى الرغم من أن هذا التطور يعد ايجابيا، إلا أن المثير للقلق هو استمرار التراجع في نمو الناتج المحلي الإجمالي عند معدلات مرتفعة. معدل النمو في رومانيا تحول أيضا للمرة الثانية هذا العام إلى معدل نمو سالب (سالب 0.7%)، كذلك تشير النتائج إلى تحول النمو في هولندا إلى معدل نمو سالب في الربع الثالث لأول مرة هذا العام.
نتائج النمو في الربع الثالث في الاتحاد الاوروبي تحمل آخبارا سيئة للتعافي الاقتصادي العالمي في هذا العام. الجدول التالي يوضح نتائج معدلات النمو في الربع الثالث من هذا العام في منطقة الاتحاد الأوروبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق