كان مكتب التحليل الاقتصادي في الولايات المتحدة قد نشر تقديرات معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي عن الربع الثالث من هذا العام، والتي أظهرت التقديرات المبدئية له أن معدل النمو المقدر لهذا الربع هو 2%. يوم الثلاثاء الماضي 23 نوفمبر أصدر مكتب التحليل الاقتصادي المراجعة الثانية لبيانات معدل النمو عن هذا الربع من السنة، والتي تحمل أخبارا سارة، حيث تشير إلى أن معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بعد المراجعة تبلغ 2.5%. ما زال هناك مجال أخير لمراجعة تلك التقديرات والتي ستنشر في يوم الأربعاء 22 ديسمبر القادم، حيث سيتم نشر التقديرات النهائية لمعدل النمو للربع الثالث من هذا العام.
ترجع الزيادة في تقديرات معدل النمو إلى ارتفاع معدل الإنفاق الاستهلاكي الشخصي من 2.6% إلى 2.8%، وارتفاع معدل نمو الصادرات بمعدل 0.24%، عما كان مقدرا، وارتفاع الإنفاق الحكومي بمعدل نمو 1% عما كان مقدرا. بينما أشارت المراجعة إلى تراجع الإنفاق الاستثماري في القطاع العقاري غير السكني إلى -5.7%.
معدل النمو المحقق في الربع الثاني من هذا العام هو 1.7%، وهو ما يعني أنه وفقا لهذه التقديرات فإن معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي آخذ حتى الآن في التزايد.
أتوقع ان يشهد الاقتصاد الأمريكي معدل نمو أعلى في الربع الرابع من هذا العام مدفوعا بعدة عوامل أهمها تزايد الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في أعياد الميلاد، والثاني هو أثر خطة التيسير الكمي 2 والتي ستبدؤها لجنة السوق المفتوح في الاحتياطي الفدرالي الأمريكي.
يفترض من الناحية النظرية ان تعدل لجنة السوق المفتوح في الاحتياطي الأمريكي من تقديراتها حول فاتورة التيسير الكمي، وتقلل من عمليات اصدار المزيد من الدولار الامريكي، إذا استمرت معدلات النمو في الارتفاع في الفترة القادمة، غير أنني أتوقع أنها لن تقوم بذلك، فالحزب الحاكم حاليا مصمم على ان يدخل الانتخابات الرئاسية القادمة بصورة أفضل للاقتصاد الأمريكي، بعد ان فقد جانبا كبيرا من الأصوات في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والكونجرس. الإدارة الاقتصادية الأمريكية الحالية مصممة على خلق رواج داخلي بأي ثمن، حني توفر للرئيس أوباما كمية كافية من المؤشرات الاقتصادية الكلية الايجابية التي تمكنه من خوض الانتخابات ورفع فرص فوزه بها، بصفة خاصة مؤشرات سوق العمل، وهو ما يجعلني أميل إلى الاعتقاد بأن الإدارة الاقتصادية الحالية سوف تحاول ان تبني على مثل هذه المعدلات المرتفعة للنمو ومحاولة دعمها بشتى الصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق