يقولون أن وراء كل عظيم امرأة، ولكن المرأة التي نتحدث عنها اليوم كانت وراء انهيار النظام الذي عمل زوجها على بناءه منذ أن كان يسيطر شيئا فشيئا على الأوضاع في نهاية عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في تونس. ليلى طرابلسي، عاملة الكوافير السابقة، هي مثال سيئ جدا لامرأة تقف خلف مركز السلطة وتستخدم نفوذها كزوجة للرئيس لتعبث كما تشاء بأوضاع البلد ناشرة الفساد في كل بقاع الدولة، مستغلة على ما يبدو ضعف زوجها أمامها، فمن الواضح انها كانت تتربع على عرش قلب الديكتاتور، ليعطيها كارت أبيض لتعيث في الأرض الفساد، فكانت النتيجة أنها قضت عليه، وتسببت في جلب العناء للملايين وكلفت تونس من الخسائر ما لا يمكن ان إحصاؤه الآن، لذلك لم يكن من المستغرب ان توصف بأنها الأفعى رأس الفساد في تونس.
كشفت صحيفة الديلي ميل اليوم (انظر http://www.dailymail.co.uk/news/article-1347938/Tunisian-presidents-wife-Leila-Trabelsi-fled-riots-35m-gold-bars.html) عن أن المدعوة ليلى طرابلسي، غادرت تونس وهي محملة بطنا ونصف من سبائك الذهب من مخازن البنك المركزي التونسي. وفقا للديلي ميل عندما قرر الرئيس بن علي الخروج من تونس طلبت ليلى من مدير البنك المركزي بأن يزودها بالذهب ولكنه رفض ذلك، فتدخل المفسد بن علي ليأمر مدير البنك المركزي بإخراج الذهب من مخازن البنك المركزي، بالطبع اضطر الأخير أن يستجيب تحت تهديد ميلشيا الرئيس، لتهرب به ليلى مع زوجها. مصدر الخبر هو الاقتصادي التونسي "منصف شيخ روهو" والذي ذكر بأن ميليشيا الدكتاتور كانوا يحاولون سحب المزيد من مخازن الذهب لتهرب به ليلى.
صحيفة الديلي ميل أطلقت على ليلى لقب "ايميلدا ماركوس العالم العربي"، في إشارة إلى ايميلدا زوجة الديكتاتور الفلبيني السابق فرديناند ماركوس، والذي كان يشترك مع بن على في حكم الشعب الفلبيني بالقمع، والتي كانت مولعة بالموضة، وخصوصا بالأحذية النسائية. عندما انهار نظام زوجها في القرن الماضي شاهدت برنامجا على التليفزيون البريطاني يكشف عن أطنان الأحذية التي كانت تحتفظ بها ايميلدا، بينما تضطر النساء الفلبينيات إلى الهجرة إلى الخليج للعمل كخادمات في المنازل لمواجهة الفقر المدقع اللائي يعيشن فيه.
محمد بو عزيزي صاحب المأساة التي أطلقت شرارة الانتفاضة التونسية انتحر لأنه منع من ان يبيع الخضراوات على الرغم من أنه يحمل شهادة جامعية ليجني عدة دولارات يقيم بها قوت يومه، بينما ملكة تونس تنام الآن على مئات السبائك من الذهب، فهنيئا لها ما جمعت ليوم يحمى فيه الذهب على مكتنزيه ويقال لهم ذوقوا ما كنتم تكنزون.
دور ليلى في تونس كان أشبه بدور زعيمة عصابات المافيا، حدثني بعض الاصدقاء من تونس بأن قطاع الأعمال الخاص كان قد بدأ في تقليص استثماراته في الداخل بسبب الإتاوات التي تفرض عليه من مافيا تونس، وعلى رأسهم ليلى، والتي تمكنت من جمع ثروة تقدر بحوالي 3.5 مليار دولارا. خشيت ليلى ألا يسعفها الوقت لتسييل أصولها خارج تونس، أو باحتمال ان يتم تجميد هذه الاصول بطلب من الحكومة التونسية القادمة، ففكرت سريعا في أفضل ما تحمل معها وبالطبع لم يكن هناك أفضل من الذهب، فسرقت طنا ونصف لتخرج بها كمصروف جيب Pocket Money، تستعين به في بداية حياتها الجديدة حيث سيستقر بها المآل. طن ونصف من الذهب تم شراءها بأموال دافعي الضرائب في تونس لتأتي ليلى لتستولي عليها بمباركة رجال الدولة الرسميين. هل هناك عقلية اجرامية بمثل هذه العقلية، لم استغرب أن أشهد هذا التصرف من عاملة الكوافير، التي اصبحت السيدة الأولى لسوء الحظ. أتمنى أن نعزي أسرة محمد بو عزيزي يوم أن نرى رأس الأفعى تحت المقصلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق