تدهور العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين لصالح الأخيرة هو احد السمات التي صبغت الربع قرن الماضي من العلاقات التجارية والمالية بين الدولتين. فيوما بعد آخر يزداد اعتماد الولايات المتحدة على الصين كمصنع لما تحتاجه الولايات المتحدة من سلع، كما تزداد عملية هجرة الشركات الأمريكية لأراضي الولايات المتحدة إلى الصين سعيا وراء التوسع عالميا والاستفادة من رخص قوة العمل الصينية، ونتيجة لذلك تحقق الصين فوائض تجارية ضخمة مع الولايات المتحدة سنويا. حيث يعد العجز التجاري الأمريكي مع الصين هو اكبر عجز مسجل مع دول العالم.
الصين تستثمر جانبا كبيرا من هذه الفوائض في سندات الدين الأمريكية، بحيث تحولت الصين إلى اكبر دائن للولايات المتحدة حاليا برصيد يقدر بحوالي 900 مليار دولارا، ويقدر نصيب الصين بأكثر من 20% من إجمالي الملكية الأجنبية لسندات الدين الأمريكية.
هذه الملكية الصينية تجعل الولايات المتحدة أكثر دبلوماسية مع الصين في القضايا المختلفة، خصوصا السياسية، حتى لا تثير غضب العملاق الصيني وتضمن الولايات المتحدة استمرار تدفقات الاحتياطيات الصينية من الدولار نحو شراء المزيد من السندات الأمريكية. في أثناء الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني "هو Hu" للولايات المتحدة كان الخطاب الأمريكي نحو الصين أليفا على غير العادة، على الرغم من كثافة القضايا المعلقة بين البلدين خصوصا في الجانب التجاري، حيث اعتادت الولايات المتحدة ان تنتقد الصين في الكثير من القضايا.
الرسم الكارتوني التالي يفسر هذا الخنوع الأمريكي نحو الصين، حيث يبين الرئيس الصيني "هو"، وهو يمسك بسلاسل تقيد عنق الرئيس الأمريكي وقد كتب على الحلقة التي تحيط بعنق أوباما "الدين Debt"، ومن خلال تلك السلاسل يسيطر الرئيس الصيني على إطار الحديث في القضايا المختلفة بين البلدين. في الرسم الكارتوني يقف الرئيس الصيني بملامح صارمة، بينما يستسمح الرئيس الأمريكي أوباما الرئيس الصيني "هو" قائلا (هل يمكن لنا في عجالة ان نتحدث عن المساجين السياسيين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق