هذه الرسوم الكارتونية الرائعة سجل الرسامون فيها بعض جوانب الثورة المشتعلة اليوم في ليبيا. احببت أن انقلها للقارئ الكريم.
الشكل الأول يعبر عن تخاذل العالم في الوقوف بجانب الشعب الليبي، على الأقل في المراحل الأولى من ثورته. ففي كافة الثورات التي حدثت حتى اليوم في العالم العربي، لم يشهد العالم هذا التخاذل الرسمي تجاه ما يحدث في ليبيا على الرغم من أن الرئيس الليبي كان أكثر الرؤساء العرب إجراما في الرد على الثوار ضده، هذا الرسم يوضح ما استهجنه العالم اجمع من الصمت الأمريكي حيال ما يحدث في ليبيا، حيث يشير الشكل إلى الرئيس أوباما الذي يرفض الرد على التليفون ويضع على أذنيه مخدته لكي لا يسمع رنات التليفون المستمرة حتى في الساعة الثالثة صباحا. ومكتوب على الرسم موقف الرئيس أوباما مما يحدث في ليبيا. اليوم بدأ المجتمع الدولي في التحرك بعد ان شهد جرائم الحرب التي يمارسها النظام الليبي ضد شعبه وتصميمه على القضاء على كل من يثور ضده رافعا عقوبة الإعدام في وجه الجميع.
الشكل الثاني رسمه عبقري، حيث يوضح العقيد القذافي جالسا وقد وضع على رأسه قنبلة مربوطة بفتيل إشعال، ويشير الشكل إلى ان فتيل الإشعال يخرج دخانا باسم تونس ومصر، في إشارة إلى ان ثورة الشعبين التونسي والمصري هما اللتان ستقضيان على النظام الليبي. المصريين العائدين من ليبيا تحدثوا عن سوء المعاملة الذي تعرضوا له على يد شرطة القذافي والذين نعتوهم بأقزع الأوصاف متهمين إياهم بأنهم السبب فيما يحدث في ليبيا اليوم. ترى متى ينضم اسم ليبيا إلى كل من تونس ومصر لتشكل فتيل الاشتعال للقنبلة التي ستوضع على الرئيس القادم في العالم العربي، وترى من هو الرئيس القادم الذي ستوضع القنبلة فوق رأسه.
الشكل الثالث يعبر عن مستوى الغباء الذي يتمتع به العقيد، حيث يوضح القذافي يقف محاطا بالجماهير الثائرة عليه وهي ترفع لافتات تنادي بسقوط القذافي، وبعبارات مثل الثورة والحرية لليبيا، وبالموت للطاغية، والقذافي ينادي توقفوا لقد أحطت بكم جميعا، دون ان يدري ان الثوار هم الذين يحيطون به ليلقون به خارج كرسي الحكم بإذن الله تعالى.
الشكل الرابع يذكر العالم بأن هذا المجرم هو الذي اسقط طائرة مدنية فوق منطقة لوكيربي، حيث يوضح الكارتون صورة للطائرة التي أسقطت فوق منطقة لوكيربي بواسطة القذافي، وفي الشكل يخرج صوتا من الداخل ينادي "العقيد القذافي، لقد حجزنا لك مقعدا خاصة في الطائرة".
وأخيرا فإن هذا الرسم الكارتوني الرائع يعبر عن مدى أنانية القذافي وإصراره على البقاء في مركزه بأي ثمن. الرسم يحمل أكثر من معني، فهو يوضح انهار الدماء التي تنزف من الشعب الليبي من أشخاص على هيئة رموز للشعب الليبي وللديمقراطية وللحرية، لتتجمع هذه الدماء لترسم صورة القذافي، في إشارة إلى ان القذافي مصمم على البقاء حتى ولو حول ليبيا إلى نهر للدماء، كما انه أيضا يحمل معنى ان النظام الليبي نظام دموي وأنه مستعد للتضحية بكل شيء وأي شيء لكي يستمر في كرسي الرئاسة متناسيا أن الرئاسة هي عقد اجتماعي بين الشعب والحاكم، وأن الحاكم يحكم أساسا برضاء الشعب به وعنه، فإذا لم يرض الشعب الحاكم قائدا فقد هذا الحاكم شرعيته.
إخوانكم في ليبيا يتعرضون لبطش نظام لا يرع فيهم إلا ولا ذمة، ادعوا لإخوانكم في ليبيا ان يخلصهم الله سبحانه وتعالى من هذا الطاغية، حتى تنتهي فترة معاناتهم تحت هذا النظام الخبيث.
المصدر: http://townhall.com/cartoons
دكتور شكرا على التقاطاتك الثمينة، على الدوام نستفيد، كما نتعلم منك، وأحييك خصوصا على مواقفك الانسانية بتعاطفك الدائم مع الشعوب، مثلما ألمس في كتاباتك، سيما الشعب الليبي الكريم والشجاع، الذي ظل مغيبا طويلا، فلا نعرف موسيقيا أو رساما أو رياضيا ولا حتى اقتصاديا مميزا مثلك، لأن العقيد صادر كل ليبيا وكفاءاتها لصالحه.
ردحذفعسى أن نلحق به الكثيرون، لأن كل الحكام العرب "قذافي" بصورة أو بأخرى، لا أراكم الله "قذافي" بصديق!
مودتي
عبدالله