الثلاثاء، مايو ١٧، ٢٠١١

لا نريد اعتذارك يا مبارك

تناقلت بعض الصحف اليوم أخبارا عن أن السجين المخلوع اللاحسن واللا مبارك ينوي أن يقدم اعتذارا للشعب المصري عما فعله أثناء حكمه لمصر طوال ثلاثة عقود من الزمن تراجع فيها كل شيء في مصر، الصحة والتعليم والاقتصاد والدخول والأمن والقيم وكرامة الانسان المصري وقيمته.... والقائمة طويلة جدا وأكبر من قدرتي على حصرها في هذا المقال.
أخيرا تنازل العنيد عن عناده وأدرك أنه لم يكن الشخص المناسب لكي يحكم هذه البلد طوال هذه السنوات التي ضيعنا فيه، ضيع الله نسله، ويريد أن يعتذر لنا عما فعلته سنوات حكمه فينا، بعد ايه، بعد أن اصبحت قدماك على أعتاب القبر؟ ولم يعد فيك حول ولا قوة لأن تفجر فينا انتقامك، بعد أن انفض المولد من حولك، واصبح كل رجالك في السجن ينتظرون قدومك المبارك اليهم، بعد أن تركت الحبل على مصراعيه لابنك المدلل لكي يفسد الحياة السياسية في مصر ويقرب اليه من يقرب ويبعد من يبعد، بعد أن حولتنا الى عبيد رغيف الخبز نصحو قبل الفجر حتى نقف طوابير طويلة علنا نستطيع ان نحصل على عدة ارغفة تكفي قوت اولادنا، وياليته خبز يصلح للاستهلاك الآدمي، بالطبع أنت لا تعرفه لأنك لم تأكله، بعد ان أصبح أكل وجبة من اللحم حلم يراود كل فقير ويتمنى أن يراها على مائدته قبل ان توافيه المنية، بعد أن فسد التعليم على كل المستويات بدءا من الصف الأول الابتدائي الى الجامعة، بعد أن سحبت حق الفقراء في ان يجدوا من يعالجهم كما يستحقون وبكرامة، بعد أن حولت شبابنا الى جيوش من العاطلين الذين لم يجد بعضهم بدا من أن يتحول الى بلطجي لكي يجد ما يسد رمقه، بعد أن بعت البلد بالكامل، بعد ايه والا أيه؟
إذهب أولا لتعتذر لأهالي 865 شهيدا قتلتهم في ثورتهم عليك، من قتلت ابنها الشاب، وزوجها المعيل وطفلها الوحيد. إذهب الى الآلاف الذين اصابتهم طلقات بلطجيتك وتحول الكثير منهم الى مقعدين لا حول لهم ولا قوة، الذي اصيب بالشلل والذي اصيب بالعمى ... إذا قبل هؤلاء اعتذارك تعال لنا لكي تعتذر.
بالأمس تنازلت زوجتك ست البيت عن ممتلكاتها، طامعة في أن يعفى عنها، وهو أعجب ما سمعت، هل يسقط الحكم عن الحرامي عندما يقوم بالتنازل عن ما سرقه.
أذكر أن حدثني زميلي الراحل الدكتور رمزي زكي أنه عندما دعوته لحفل تكريم الحاصلين على جائزة الدولة التشجيعية، نظرت الى جموع المكرمين بمنتهى التعالي وقلت لهم أنتم تحملون درجة الدكتوراه، أنا أيضا لدي دكتوراه في العناد. نعم أعلم أنك لديك دكتوراه في العناد مع مرتبة الشرف، وقد شعرنا جميعا بحصولك عليها مما فعلته فينا. ولكن اذا كانت لديك دكتوراه في العناد كما تدعي كيف تعتذر؟
لا أجد سوى هذه الآية ازفها اليك " لا تعتذروا اليوم انما تجزون ما كنتم تعملون"، صدق الله العظيم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق