كنت قد تناولت موضوع رفع سقف الدين الامريكي وتناولت المخاطر التي يمكن ان تترتب على فشل الكونجرس في التوصل الى اتفاق حول رفع سقف الدين حيث لن تتمكن الخزانة الامريكية من اصدار المزيد من السندات للاقتراض من الجمهور لتمويل الانفاق العام وبالطبع منه او على راسه مدفوعات خدمة الدين الامريكي (اقساط الدين المستحقة اي التي حل موعد سدادها والفوائد على السندات التي حل موعد دفعها)وهو ما يعني ان الولايات المتحدة سوف تضطر الى التوقف عن خدمة ديونها لاول مرة في تاريخها على هذا النحو.
اليوم اعلنت موديز انها وضعت السندات الامريكية التي تحمل حاليا اعلى تصنيف تحت المراقبة لتخفيض تصنيف تلك السندات فورا في حالة حدوث اي توقف عن خدمة الدين الامريكي نتيجة فشل الكونجرس في الاتفاق على تمرير تشريع يسمح.برفع سقف الدين. واشارت موديز انه حتى لو توقفت الولايات المتحدة عن خدمة ديونها بصورة مؤقتة فانها سوف تعتبر ذلك تراجعا في الملاءة الائتمانية للولايات المتحدة الامر الذي يقتضي تخفيض التصنيف الائماني لامريكا وهو امر في غاية الخطورة يمكن ان يترتب عليه اثار عميقة في الاسواق العالمية التي ستتعرض لصدمة ضخمة من جراء هذا التوقف عن خدمة الدين من الناحية الفنية.
المخاوف المصاحبة لاحتمال توقف الولايات المتحدة عن خدمة ديونها بدات تنعكس في اسعار الذهب الذي اخذت تقفز مرة اخرى بعد ان كانت قد تعرضت لضغوط كبيرة في الاسابيع الماضية مع تحسن التوقعات حول الاقتصاد العالمي.
على الكاو بوي الامريكي في الكونجرس ان يفهموا ان الصراعات السياسية شئ وسمعة الولايات المتحدة الامريكية المالية شئ اخر، وان التهديد الذي يصر عليه الجمهوريين بعدم رفع سقف الدين سوف يجلب المزيد من الماسي للعالم المشبع اصلا بالكثير منها والتي تسببت فيه الولايات المتحدة بسبب سياساتها الائتمانية الخرقاء التي انتجت للعالم اعنف ازمة مالية منذ الكساد العظيم.
الموضوع في غاية الخطورة وعلى الكاو بوي الامريكي ان يتحمل المسئولية ويكف عن تصدير مشكلاته للعالم. فقد سئم العالم من اللامسئولية التي اصبحت احد سمات الادارات الامريكية في العصر الحديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق