أصدر أمس مكتب احصاءات العمل في الولايات المتحدة تقريره الشهري عن معدل التضخم لشهر يونيو 2011، والذي أظهر أن معدل المستوى العام لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة قد تراجع بنسبة 0.2%، وهو ما يعني ان معدل التضخم في شهر يونيو قد مال نحو الانخفاض، كما يتضح من الشكل التالي الذي يوضح معدل التضخم الشهري في الولايات المتحدة عبر المدى الزمني من يناير 2010 حتى يناير 2011. هذا التراجع يعد الأول من نوعه منذ سنة تقريبا، خصوصا بعد ان شهد المستوى العام للأسعار ارتفاعا ملحوظا في الأشهر الماضية.
بالنسبة لمعدل التضخم خلال السنة الماضية فإنه يساوي 3.6% على أساس سنوي كما يتضح من الشكل التالي. ومن الشكل يتضح ان معدل التضخم في الولايات المتحدة مازال يسير في اطار معدل التضخم المنخفض، وان الولايات المتحدة لا تعاني من تضخم جامح Hyperinflation مثلما ادعت بعض الكتابات عن أثار عمليات التيسير الكمي وتنبؤها بأن الاقتصاد الامريكي سوف يدخل في حالة تضخم جامح مثلما حدث في زيمبابوي. كما انه من الواضح ان الاقتصاد الامريكي ربما لا يدخل اصلا في حالة تضخم متوسط.
غير أن اللافت للنظر ان معدل التضخم الحالي في الولايات المتحدة اصبح اعلى من المستويات المستهدفة للاحتياطي الفدرالي (2%)، لأول مرة منذ فترة طويلة، وبالطبع يفترض انه عندما يتجاوز معدل التضخم ذلك المعدل المستهدف بواسطة البنك المركزي فإن صانع السياسة النقدية لا بد وان يتخذ مجموعة من الاجراءات لجذب معدل التضخم مرة اخرى الى المستويات المستهدفة. بالطبع لا يستيطع الاحتياطي الفدرالي ان يتحرك قيد انمله في هذا الاتجاه نظرا لظروف الازمة، ومن ثم من الممكن ان تستمر الضغوط التضخمية لبعض الوقت بدون اي رد فعل من جانب الاحتياطي الفدرالي، وان تستمر معدلات التضخم اعلى من تلك المستويات المستهدفة.
وفقا لمكتب احصاءات العمل، فإن السبب الرئيس في تراجع معدل التضخم هو تراجع اسعار البنزين بنسبة 0.6%، في الوقت الذي تزايدت فيه معدلات الارتفاع في المجموعات المختلفة للسلع، بما في ذلك الغذاء، مثلما يتضح من الجدول التالي.
المصدر: US Bureau of Labor Statistics: CONSUMER PRICE INDEX – JUNE 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق