أعجبني هذا الرسم الكارتوني عن تكلفة الحرب على الارهاب التي اطلقها الكاوبوي جورج بوش الابن على الارهاب في العالم في حملة اراد ان يستعرض فيها عضلات الولايات المتحدة الامريكية على المستوى الدولي في تتبع جماعات متفرقة في صحراء افغنانستان وغيرها من بلاد العالم، وفي سبيل ذلك سخر ميزانية الولايات المتحدة للانفاق على الدفاع فأخذت الاوضاع المالية للولايات المتحدة في التحول الى سيناريو كارثي. وبالطبع ما زاد الطين بله أن ذلك قد تزامن مع الازمة المالية العالمية التي اضطرت الولايات المتحدة بسببها ان تتبنى برنامجا ضخما للانقاذ دفع بعجز الميزانية الامريكية الى مستويات فلكية.
تكلفة المغامرة غير المحسوبة التي دفعت اليها الولايات المتحدة دفعا تحت دقات طبول الحرب التي تولى رعايتها بوش وفريقه من المحافظين الجدد الذين يعيشون وهم السيطرة على العالم دفعت بالدين الأمريكي الى مستويات اصبحت تهدد ليس فقط الولايات المتحدة الامريكية ولكن ايضا العالم بأسره. وليس من الواضح حتى الآن كيف ستتمكن الادارات الامريكية المتعاقبة في المستقبل من التعامل مع هذا الدين الثقيل جدا، خصوصا وان الاوضاع المالية للاقتصاد الامريكي تسير من سيء الى اسوأ.
الرسم يعقد مقارنة لطيفة بين تكلفة الحرب العالمية (بأسعار اليوم) والتي تقدر بحوالي 4.1 تريليون دولارا، مع التكلفة التي دفعتها الولايات المتحدة للحرب على الارهاب والتي تقدر بأنها تتجاوز 4 تريليون دولارا (تكاليف الحرب العالمية الثانية)، والتي تم تمويها بصفة أساسية من خلال الاقتراض من الغير، وهو امر مثير للضحك، أن تستعرض الولايات المتحدة عضلاتها من جيب الغير.
وعلى الرغم من ان الحرب على الارهاب قد اجهضت الاقتصاد الامريكي فإن الشكل يوضح صورة لأحد الارهابيين الذي يقول "أنا لم استسلم بعد"، أي أن المشوار ما زال طويلا امام الولايات المتحدة لاستنزاف مواردها في حربها المعلنة على ما يسمى بالارهاب العالمي. حظ سعيد للولايات المتحدة.
كافة السيناريوهات المتاحة تشير الى ان الولايات المتحدة لن تستطيع ان تحقق أهدافها في افغانستان، وأن الادارة الامريكية الحالية تحاول ان تجد مخرجا للفرار من افغانستان ولكن في الوقت ذاته تحافظ على ماء وجهها وعلى هيبتها امام العالم، ولولا النقطة الأخيرة لحمل الجيش الامريكي عصاه وهرب بأسرع ما يمكن من هذا المأزق الدامي الذي وضعته في ادارة المحافظين الجدد السابقة. فالجيش الامريكي يحارب جماعات زئبقية، وعلى الرغم من المستوى التكنولوجي الرهيب الذي تتسم به معدات الجيش الامريكي في افغانستان الا انه لا يستطيع هزيمة مجموعات المجاهدين من طالبان هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق