تابعت باهتمام، باعتباري أحد أعضاء لجان المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع الذي عقد في دولة الكويت، جلسة الافتتاح للمنتدى يوم الثلاثاء 29-4-2008، والتي افتتحها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله. وقد ألقى سموه خطابا هاما تناول فيه الفرص التي يمكن أن تستفيد منها الدول الإسلامية، باعتبارها أمة تمتلك موارد ضخمة، سواء من الناحية المادية او البشرية، وكذلك تناول التحديات التي تواجه تلك الدول في ظل مناخ العولمة، ووضع سموه حفظه الله بعض التصورات الهامة لمواجهة تلك التحديات.
وقد تناول الخطاب المشكلة الأساسية التي تواجه العالم اليوم وهي مشكلة ارتفاع أسعار الغذاء، وعرض سموه كيف أن تلك المشكلة تهدد أساسا الدول الإسلامية، حيث أن هناك العديد من الدول تعاني الآن من مشكلة نقص الموارد الغذائية، والبعض الأخر معرض لحدوث أزمة مجاعة، وللأسف فان معظم هذه الدول من الدول الإسلامية. وقد افترح سموه إنشاء صندوق أطلق عليه تسمية "صندوق الحياة الكريمة" للإنسان في الدول الإسلامية والذي يهدف أساسا إلى توفير الغذاء لسكان الدول الفقيرة. وقد أعلن عن التزام دولة الكويت بتخصيص مبلغ 100 مليون دولار لهذا الصندوق، وأعلن تأييده للجهود التي تبذلها منظمة الأغذية والزراعة لحل مشكلة نقص الغذاء.
والواقع أن حرص حضرة صاحب السمو على التفاعل مع الأزمات التي يواجهها العالم يعكس متابعة سموه للأحداث الهامة على المستوى العالمي، والتفاعل الايجابي معها، وهو أمر ليس بغريب على حضرة صاحب السمو، باعتباره عميد الدبلوماسية في العالم الإسلامي. وكنت قد طالبت في الموضوع السابق بعنوان "الوجه الأخر لأسعار النفط: أزمة عالمية في الغذاء" دول الأوبك بأن تتحمل جانبا من المسئولية تجاه الأزمة العالمية للغذاء باعتبارها احد الآثار الجانبية للارتفاع الحاد في أسعار النفط، وذلك من منظور المسئولية الإنسانية تجاه دول العالم الفقير. ولذلك كنت سعيدا للغاية عندما أعلن سموه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى عن إنشاء الصندوق، ولم املك إلا أن اصفق للمقترح، وتبعني الحضور في ذلك إعرابا عن عظيم الامتنان لسموه حفظه الله ولمبادرته الإنسانية. غير أن مبادرة حضرة صاحب السمو لإنشاء هذا الصندوق تحتاج إلى المزيد من الدعم من قبل الآخرين في دول الأوبك حتى يشعر الجميع بأن الأوبك تمارس دورها الإنساني تجاه مستهلكي النفط من غير المحظوظين، وأن جانبا من ارتفاع أسعار النفط الخام يتم إعادته مرة أخرى، لمصلحة الفئات الفقيرة.
الالتزام المقترح من دولة الكويت يمكن أن يكون له آثارا هامة في التخفيف من أزمة الغذاء، اذا ما أحسن استخدام هذه الأموال وتم استغلالها على النحو الصحيح. ولذلك اعتقد أن هناك مجموعة من الضوابط التي يمكن أن ترفع من درجة كفاءة الصندوق في حل مشكلة الغذاء في الدول الفقيرة، بصفة خاصة في الآتي:
- لا يجب أن يخصص أي من موارد الصندوق للدعم المباشر للغذاء، لان أسواق الدول الفقيرة تعاني من العديد من التشوهات التي تجعل من السهل أن يتحول هذا الدعم في النهاية إلى جيوب التجار في السوق السوداء.
- يجب أن يخصص الصندوق موارده أساسا لتشجيع عمليات استصلاح الأراضي في الدول الإسلامية لزراعة المواد الغذائية الأساسية، بصفة خاصة الأرز والقمح والذرة.
- يمكن أن يتم استخدام جانب من موارد الصندوق في رفع إنتاجية المحاصيل الغذائية في الدول الفقيرة، من خلال استخدام أساليب الزراعة الحديثة والمكثفة، وانتاج المحاصيل الجديدة ذات الانتاجية العالية والمقاومة الأكبر للآفات والامراض.
- يمكن توجيه جانب من موارد الصندوق لأغراض البحوث والتطوير في مجال إنتاج الغذاء في الدول الفقيرة وتطوير المحاصيل الغذائية التي تتماشى مع طبيعة الجو والمياه والتربة في تلك الدول.
- يمكن أن يستخدم جانب من موارد الصندوق لزيادة كفاءة وفاعلية عمليات التخزين والتوزيع للمحاصيل الغذائية، حيث يرتفع الفاقد في الغذاء في الدول الفقيرة بسبب عدم كفاءة هذه العمليات.
- يمكن أن يتم توجيه جانب من موارد الصندوق لتنمية وتطوير الموارد المائية اللازمة للزراعة في الدول الفقيرة.
مرة أخرى تثبت الكويت للعالم أنه مثلما وقف العالم بجانب الكويت، يوم أن تعرضت للعدوان الغاشم عليها واحتلالها من قبل طاغية بغداد الراحل، حتى عادت حرة مرة أخرى، فإنها تقف اليوم جنبا الى جنب بجانب فقراء العالم وتعنى بهمومهم، وأنها لا تقف موقف من يأخذ فقط، وإنما أيضا تعطي وتتحمل مسئوليتها الدولية الملقاة على عاتقها كدولة غنية في الوقت المناسب. اليوم تثبت الكويت للعالم أنه لم يكن على خطآ عندما أعلن مساندته الكاملة للحق الكويتي.
وقد تناول الخطاب المشكلة الأساسية التي تواجه العالم اليوم وهي مشكلة ارتفاع أسعار الغذاء، وعرض سموه كيف أن تلك المشكلة تهدد أساسا الدول الإسلامية، حيث أن هناك العديد من الدول تعاني الآن من مشكلة نقص الموارد الغذائية، والبعض الأخر معرض لحدوث أزمة مجاعة، وللأسف فان معظم هذه الدول من الدول الإسلامية. وقد افترح سموه إنشاء صندوق أطلق عليه تسمية "صندوق الحياة الكريمة" للإنسان في الدول الإسلامية والذي يهدف أساسا إلى توفير الغذاء لسكان الدول الفقيرة. وقد أعلن عن التزام دولة الكويت بتخصيص مبلغ 100 مليون دولار لهذا الصندوق، وأعلن تأييده للجهود التي تبذلها منظمة الأغذية والزراعة لحل مشكلة نقص الغذاء.
والواقع أن حرص حضرة صاحب السمو على التفاعل مع الأزمات التي يواجهها العالم يعكس متابعة سموه للأحداث الهامة على المستوى العالمي، والتفاعل الايجابي معها، وهو أمر ليس بغريب على حضرة صاحب السمو، باعتباره عميد الدبلوماسية في العالم الإسلامي. وكنت قد طالبت في الموضوع السابق بعنوان "الوجه الأخر لأسعار النفط: أزمة عالمية في الغذاء" دول الأوبك بأن تتحمل جانبا من المسئولية تجاه الأزمة العالمية للغذاء باعتبارها احد الآثار الجانبية للارتفاع الحاد في أسعار النفط، وذلك من منظور المسئولية الإنسانية تجاه دول العالم الفقير. ولذلك كنت سعيدا للغاية عندما أعلن سموه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى عن إنشاء الصندوق، ولم املك إلا أن اصفق للمقترح، وتبعني الحضور في ذلك إعرابا عن عظيم الامتنان لسموه حفظه الله ولمبادرته الإنسانية. غير أن مبادرة حضرة صاحب السمو لإنشاء هذا الصندوق تحتاج إلى المزيد من الدعم من قبل الآخرين في دول الأوبك حتى يشعر الجميع بأن الأوبك تمارس دورها الإنساني تجاه مستهلكي النفط من غير المحظوظين، وأن جانبا من ارتفاع أسعار النفط الخام يتم إعادته مرة أخرى، لمصلحة الفئات الفقيرة.
الالتزام المقترح من دولة الكويت يمكن أن يكون له آثارا هامة في التخفيف من أزمة الغذاء، اذا ما أحسن استخدام هذه الأموال وتم استغلالها على النحو الصحيح. ولذلك اعتقد أن هناك مجموعة من الضوابط التي يمكن أن ترفع من درجة كفاءة الصندوق في حل مشكلة الغذاء في الدول الفقيرة، بصفة خاصة في الآتي:
- لا يجب أن يخصص أي من موارد الصندوق للدعم المباشر للغذاء، لان أسواق الدول الفقيرة تعاني من العديد من التشوهات التي تجعل من السهل أن يتحول هذا الدعم في النهاية إلى جيوب التجار في السوق السوداء.
- يجب أن يخصص الصندوق موارده أساسا لتشجيع عمليات استصلاح الأراضي في الدول الإسلامية لزراعة المواد الغذائية الأساسية، بصفة خاصة الأرز والقمح والذرة.
- يمكن أن يتم استخدام جانب من موارد الصندوق في رفع إنتاجية المحاصيل الغذائية في الدول الفقيرة، من خلال استخدام أساليب الزراعة الحديثة والمكثفة، وانتاج المحاصيل الجديدة ذات الانتاجية العالية والمقاومة الأكبر للآفات والامراض.
- يمكن توجيه جانب من موارد الصندوق لأغراض البحوث والتطوير في مجال إنتاج الغذاء في الدول الفقيرة وتطوير المحاصيل الغذائية التي تتماشى مع طبيعة الجو والمياه والتربة في تلك الدول.
- يمكن أن يستخدم جانب من موارد الصندوق لزيادة كفاءة وفاعلية عمليات التخزين والتوزيع للمحاصيل الغذائية، حيث يرتفع الفاقد في الغذاء في الدول الفقيرة بسبب عدم كفاءة هذه العمليات.
- يمكن أن يتم توجيه جانب من موارد الصندوق لتنمية وتطوير الموارد المائية اللازمة للزراعة في الدول الفقيرة.
مرة أخرى تثبت الكويت للعالم أنه مثلما وقف العالم بجانب الكويت، يوم أن تعرضت للعدوان الغاشم عليها واحتلالها من قبل طاغية بغداد الراحل، حتى عادت حرة مرة أخرى، فإنها تقف اليوم جنبا الى جنب بجانب فقراء العالم وتعنى بهمومهم، وأنها لا تقف موقف من يأخذ فقط، وإنما أيضا تعطي وتتحمل مسئوليتها الدولية الملقاة على عاتقها كدولة غنية في الوقت المناسب. اليوم تثبت الكويت للعالم أنه لم يكن على خطآ عندما أعلن مساندته الكاملة للحق الكويتي.
تسلم ايدك يا دكتور :)
ردحذفالله يعطيك العافية