الجمعة، أكتوبر ٠١، ٢٠١٠

هل ارتفاع سعر الذهب بسبب ضعف الدولار

غالبا ما يربط الكثير من المحللين الارتفاع الحالي لسعر الذهب بضعف الدولار كعملة. هذا الربط صحيح جزئيا، ولكن هل معنى ذلك أن الدولار هو المسئول عن انتفاخ بالون الذهب إلى المستويات القياسية التي يبلغها حاليا. إذا كان هذا التحليل صحيحا فلا بد وأن يكون معدل ارتفاع سعر الذهب بالدولار هو الأعلى مقارنة بسعر الذهب بباقي العملات العالمية، أي سعر الذهب بالجنيه الاسترليني، وسعر الذهب بالين الياباني وهكذا، ليس هذا فقط، بل أن يتركز معدل ارتفاع سعر الذهب في سعر الذهب بالدولارا مقارنة بأي عملة أخرى، وبالتالي يفترض أن يكون سعر الذهب بالدولار أعلى من سعره عندما يحول إلى الفرنك السويسري مثلا، أو أي عملة أخرى في العالم، وهذا غير صحيح.

الذهب، مثله مثل باقي السلع التجارية في العالم كالنفط والحديد والنحاس .. الخ، سلعة دولية تسعر أساسا بالدولار، وبالتالي فإن الفقاعة الحالية للذهب تعكس حالة عدم التأكد التي تشيع بين المتعاملين في الذهب بسبب تطور أوضاع الأزمة على نحو سيئ، والتي تجعل ردود أفعالهم لأي تطورات تحدث على أرض الواقع مبالغ فيها، في ظل تصاعد اتجاهات المضاربة على الذهب وتطورها على نحو مؤسسي. الذهب الآن ترتفع أسعاره بصورة مستمرة، وقد بلغ هذا الأسبوع مستويات تاريخية عندما بلغ 1310 دولارا للأوقية، وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي يمر بها الاقتصاد العالمي حاليا، من المتوقع أيضا ان يستمر في الارتفاع مع ميل للتقلب الشديد في الاسعار، مع أي تدفقات للأخبار الاقتصادية السيئة أو الجيدة عن الأزمة.

آخر الأخبار السيئة (من وجهة نظر المضاربين على الذهب) هو أن الولايات المتحدة سوف تقوم بطبع المزيد من الدولارات في عملية تيسير كمي جديدة، يطلق عليها التيسير الكمي الثاني Quantitative easing 2، بهدف توفير الدعم لمعدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي التي كانت مشجعة في النصف الثاني من العام الماضي، إلا أنها بدأت تفقد بعض العزم منذ مطلع هذا العام، بصورة أعادت للأذهان احتمالات ان تواجه الولايات المتحدة تراجعا مزدوجا. الاحتياطي الفدرالي يدرس بعناية حاليا شكل هذه الخطوة وحجمها وتوقيتها، وبالطبع آثارها. حتى الآن لم تعلن التفاصيل الكاملة عن الخطة، وسوف أوافي القارئ بتفاصيلها في حينها.

المصدر: http://www.ritholtz.com/blog/wp-content/uploads/2010/09/goldcurrencies.png
ردة فعل أحد المضاربين الموتورين من مديري الصناديق المشهورين على خطة التحفيز الكمي الجديدة في الولايات المتحدة، هو أن التضخم في العام القادم سوف يكون من رقمين (تضخم مرتفع)، وأن سعر الذهب في العالم القادم سوف يصل إلى 4000 دولارا للأوقية، هذا الغباء في التحليل الاقتصادي تلتقطه وسائل الإعلام بسرعة خاطفة وترسم حوله هالة ضخمة لينتشر كالنار في الهشيم في كافة أنحاء العالم ليزداد للأسف عدد الضحايا الذين سيدفعون الثمن في المستقبل، مثلما دفع مئات الملايين من البشر الثمن لتصريحات أمثال هذا الموتور في الماضي.

الشكل السابق يوضح اتجاهات أسعار الذهب بست عملات دولية هي الجنيه الاسترليني واليورو والدولار الاسترالي والفرنك الفرنسي والين الياباني والدولار الكندي. الشكل يوضح ان أسعار الذهب بكل العملات ترتفع عند مستويات تاريخية. كذلك يؤكد الشكل أن ارتفاع سعر الذهب ليس بسبب ضعف الدولار، وإلا لكنا قد رأينا الارتفاع في سعر الذهب يقتصر فقط على عملة واحدة هي الدولار، ارتفاع سعر الذهب بسبب الأزمة التي تعصف بالعالم حاليا، وهذا في رأيي هو مكمن الخطر الشديد الذي يتعرض له المضاربين على الذهب.

أما الجدول التالي فيوضح متوسط نسبة التغير السنوي في سعر الذهب في المتوسط منذ عام 2005 حتى أمس بتسع عملات دولية منها الذهب. لاحظ من الجدول أنه خلال الخمس سنوات الماضية لم يكن معدل ارتفاع سعر الذهب بالدولار هو الاعلى، لقد كان متوسط ارتفاع سعر الذهب بالجنيه الاسترليني والروبية الهندية واليورو أعلى من متوسط ارتفاع سعر الذهب بالدولار. الجدول يوضح انه خلال الخمس سنوات الماضية بلغ متوسط الارتفاع السنوي في سعر الذهب بالعملات التسع 18.8%. للأسف جانب كبير من الارتفاع في السعر يعكس اتجاهات المضاربة على الذهب، وبالتالي مع أي عملية تصحيح سعري في المستقبل ...

هناك تعليقان (٢):

  1. Doctor, if the US dollar isnt pegged to the Gold standard anymore, and is printed with no regulation from the US treasury, wouldnt gold and silver be a sound investment, as this persistence in printing money is going to cause some sort of inflation in the currency, no? Some economist, have claimed that that US government is trying to bankrupt its currency, the current trend seems to be heading that way, the US spends more than it has-no one in the world knows how much gold there is inside the US treasury-on things like medicare, the wars in iraq/afghanistan and medicaid, and most world currencies are pegged on the dollar, am I right?. So if their answer is to keep priting more dollar bills and most currencies are pegged to the dollar is there danger of the whole world going bankrupt and not just the US?

    ردحذف
  2. Thank you.
    1st question, of course any printing of the dollar will cause inflation, but there is some sort of exaggeration about the possible impact of this quantitative easing on expected inflation in USA. Meanwhile the Fed also has a plan to withdraw this extra liquidity at the right time. So when inflation starts to appear on the surface, there will be corrective actions. Right now the fear is not from inflation but rather from deflation of prices.
    2nd question, there is no country in the world would destroy its currency. Remember we are talking about the US dollar, the world currency, not any regular currency. Yes the dollar is under pressures, but this is not a long term trend. Now the stock of gold in the Fed is known 9 thousand tons, and this is nothing compared to the US obligations, i.e., it would have very little help to the USA in case of bankruptcy.
    3rd question, the probability of a US bankruptcy is nil. Remember,
    • the amount of quantitative easing is not that huge to cause a hyper-inflation
    • there are plans to withdraw them in the right time
    • there is a heavy demand for the dollar outside USA
    • the US public debt is in dollars (its own currency) which make it easy for it to serve, not just like the case of other countries (e.g., Greece).
    • There is no such thing that the whole world could go into bankruptcy.

    ردحذف