اليوم انتهيت من كتاب:
“The Crash of 2016: The Plot to Destroy America--and What We
Can Do to Stop It Hardcover”
للمؤلف
Thom Hartmann
مشكلة هذا الكتاب أنه كتب بواسطة كاتب وضع في
ذهنه أن أمريكا سوف تنهار في 2016، بل وستحدث فيها ثورة أيضا، أسماها ثورة
التقدميين على طبقة الملكيين، أو الأغنياء السوبر في الولايات المتحدة، لكن المؤلف
لم يشرح لنا بالتفصيل ما الانهيار وكيف سيحدث وما هي العوامل التي ستؤدي اليه
بصورة علمية، وكل ما فعله الكاتب هو الخوض في التاريخ الأمريكي بدءا من صدور
الدستور الأمريكي حتى قيام أوباما بحلف اليمين بعد انتخابه لمرة ثانية، متناولا
بالتحليل المطول الذي يتسم بالطابع الحماسي الفاقد للخلفية الاقتصادية السليمة كيف
تكونت طبقة الملكيين، وكيف عاثت في الولايات المتحدة فسادا حتى أودت به الى ما
يعايشه الاقتصاد الأمريكي في الوقت الحالي، وأن الحال سوف يتطور بهم للإجهاز عليه
في 2016.
كما تناول بالتفصيل وطبيعة الأزمات الكبرى التي
مر بها الاقتصاد الأمريكي، بصفة خاصة أزمة 1929 وأزمة أسواق المساكن، مؤكدا على أن
هذه الأزمات نتجت أساسا من السياسات الاقتصادية الخاطئة التي انتهجتها أمريكا،
بصفة خاصة في عصر ريجان الذي قام بخفض الضرائب على الأغنياء، وسياسات آلان
جرينسبان الذي قام بتعبئة الوقود الذي انطلقت بسببه الأزمة الحالية، وبأنه في
أعقاب انهيار 2016 سوف يتم القضاء على انصار مثل هذه السياسات في الولايات المتحدة
بصفة خاصة انصار ميلتون فريدمان وأمثاله من المفكرين الذين نادوا بالتحرر
الاقتصادي.
يربط الكاتب بين فترات الازدهار التي عاصرها
الاقتصاد الأمريكي بارتفاع معدلات الضرائب على الأغنياء الملكيين، والذين تمكنوا
بعد ذلك من توجيه عمليات صناعة السياسة الاقتصادية وخفض معدلات الضرائب الى حدود
دنيا لم تعد تكفي تمويل احتياجات الولايات المتحدة المالية، مقارنة بالعصور
الذهبية التي كانت فيه الضرائب مرتفعة والتي مكنت الحكومة من تمويل برامج لتعليم
الأمريكيين مثله، بينما اليوم تمثل قروض الطلبة قنبلة موقوته في الولايات المتحدة،
ويطالب الكاتب الحكومة الأمريكية بالغاء قروض الطلبة وفي ذات الوقت رفع الضرائب.
طوال الكتاب يؤكد الكاتب على الأخطاء التي لا تنسى والمتمثلة فيما فعله رونالد
ريجان من تخفيض الضرائب على الأغنياء الأمريكيين والذي تم في إطار ما يعرف بـ Reganomics،
وما فعله بيل كلينتون من تكسير لقواعد النظام المالي على يد جرينسبان ليطلق العنان
للأغنياء في أن يشاركوا في صنع اكبر أزمة يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي والعالم في
العصر الحديث بعد أزمة الكساد الكبير في نهاية العشرينيات من القرن الماضي.
يرى الكاتب أن الولايات المتحدة لا بد وان
تستعيد نظام ضرائبها المكثف وتعيد رفع الضرائب مرة أخرى لتصل الى معدل حدي يساوي
90%، وبل وأن تمنع الولايات المتحدة فكرة أن يكون هناك شخص بليونير، يمتلك أكثر من
مليار لأنه ببساطة لن يتمكن من انفاق هذا المال في حياته أو في حياة أولاده أو في
حياة أولاد أولاده، بل وأنه بهذا الشكل يعطل الثروة باحتكارها واكتنازها دون
انفاقها ليخلق بذلك الوظائف ويشارك في انتاج السلع والخدمات... وهكذا من الواضح ان
فكرة الثروة مشوشة لدى الكاتب وأنها عبارة عن اصول سائلة في البنك، وليست مصانع او
عقارات أو غيرها من الأصول المنتجة او الأصول المالية المستخدمة في أصول منتجة.
كما يلوم الكاتب بيل كلينتون على أنه سمح بإنشاء منظمة التجارة العالمية، ورفع
مستويات المنافسة بين الاقتصاد الأمريكي وغيره من اقتصادات العالم بالشكل الذي
ساعد دول مثل الصين بأن تتفوق على الولايات المتحدة وأن تنتقل الوظائف من أمريكا
إلى هناك، متناسيا أن هذه قواعد لعبة المنافسة، وأنه لكي تظل الوظائف مستمرة داخل
الولايات المتحدة لا بد وأن ترتفع مستويات تنافسيتها في مقابل دول مثل الصين أو
حتى كوريا الجنوبية.
كذلك يقترح الكاتب استبدال النظام الرأسمالي
الحالي في الولايات المتحدة بنظام آخر أكثر كفاءة من وجهة نظرو وهو النظام هو
النظام التعاوني والذي اكتشفه الكاتب أثناء زيارة له إلى ألمانيا عندما استقل
تاكسي يتبع مجموعة تعاونية ناجحة في ألمانيا، ليقترح الكاتب استبدال النظام
الرأسمالي السيئ بالفعل حاليا بنظام آخر هو أكثر سوءا وفشل في كل الدول التي تبنته
كنظام لغياب الحافز على العمل أساسا.
ما أساءني في الكتاب هو أنه من وقت لآخر يؤكد
على حتمية الانهيار القادم في 2016، وما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة بعد
انهيار 2016، وأنا الآن أتخيل موقف القارئ عندما يأتي اليوم الذي تشرق فيه الشمس
على الولايات المتحدة في 2016 وكل شيء عادي لا انهيار ولا ثورة، ماذا سيفعل؟ تذكرت
هنا موقف الاقتصادي الكبير "روبيني" الذي ملأ الدنيا صراخا وعويلا
بانهيار اليونان القادم وكذلك بانهيار اليورو وبأنه مجرد مسألة وقت قبل أن تخرج
اليونان من الاتحاد النقدي الأوروبي وينهار اليورو كعملة. من الواضح اليوم أن فصول
الأزمة الصعبة تمر، ولم يحدث أن انهارت اليونان بل وما زالت اليونان عضوا في منطقة
اليورو، واليورو ما زال عملة قوية متماسكة، بينما ذهبت كل هذه التوقعات أدراج
الرياح، ما الذي حدث، التزم روبيني الصمت، ونسيت الناس ما كان يقول. هذا هو ما
سيعتمد عليه كاتبنا، فإن تحقق ما يشير إليه فإنه سوق يملأ الدنيا صراخا وعويلا
بأنه من تنبأ بانهيار الاقتصاد الأمريكي، وأن الدنيا لم تسمع له على الرغم من أنه
كان على صواب.. الخ، وإن لم يتحقق فهو مطمئن بأن الناس تنسى، لكن بعض الناس أمثالي
للأسف الشديد لا ينسون.
dollar will collapse thanks for jews Zionists in congress fed etc. buy gold buy gold buy buy buy and goodbye monetary system and fiat money
ردحذف