الثلاثاء، أكتوبر ٠٩، ٢٠١٢

لماذا تسقط الأمم


أقرأ حاليا في كتاب "Why Nations  Fail: The Origins of Power, Prosperity and Poverty" الكتاب اصدر العام الماضي، الكتاب يحلل العوامل التي تساعد الأمم على النهوض والارتقاء والعوامل التي تؤدي إلى انهيارها، وذلك باستعراض تجارب العالم في النمو والنهضة والسقوط أيضا.

مقدمة الكتاب تنصب على توصيف الحالة المصرية التي قام فيها الضباط الأحرار بثورة في بداية الخمسينيات، لكنها ثورة اختلفت عن الثورات التي ساعدت الأمم الأخرى على النهضة، حيث ان كل ما فعلته هو أنها أحلت طبقة صفوة محل طبقة صفوة أخرى، في الوقت الذي فشلت فيه وكذلك النظم التي تلتها على تقديم ما فشلت فيه أيضا النظم التي سبقتها، حتى قامت ثورة 25 يناير.  

الكتاب يتساءلون عن أسباب تخلف دولة مثل مصر، لماذا لم تكن على نفس مستوى النمو والنهضة التي تعيشها دولة مثل بريطانيا مثلا، ما الذي جعل بريطانيا متقدمة بينما مصر متخلفة، هل هي طبيعة المناخ، أو ندرة الأرض الزراعية اللازمة لإنتاج حاجات مصر الغذائية، أم هي طريقة الحياة التي يحياها المصريون ونمط سلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم، أم هو الدين الإسلامي الذي يتمسكون به ولا يساعدهم على الرقي والتقدم؟ الكتاب يصل إلى خلاصة أن سبب سقوط النظام المصري هو فشل الدولة في تقديم الحاجات الأساسية لسكانها من تعليم وصحة وبنية تحتية، في الوقت الذي حرص فيه النظام على توجيه موارد الدولة أساسا لمصلحة قلة من صفوة المجتمع وغفل عن تلبية حاجات الشعب، ولم تكن تتاح فيه الفرصة الكاملة للمشاركة العادلة لجموع السكان، وعزل من لا يريد عن الوصول عن المشاركة السياسية الحقيقية، فقتل الطموح لدى الموهوبين فيهم. في الوقت الذي يحرص فيه النظام في دولة مثل بريطانيا على إدارة موارد الدولة لتعظيم منافع الناس بالدرجة الأولى وإتاحة الفرصة كاملة للمشاركة السياسية واختيار القادة وعزلهم في ذات الوقت.

في أول لقاء تليفزيوني له اشار الرئيس محمد مرسي إلى أن موارد مصر كانت تدار لمصلحة 32 أسرة فقط من بين 85 مليونا يعيشون في كافة أنحاء مصر، وهو ما يشير إلى قدر هائل من عدم العدالة في توزيع الموارد في مصر، وهو ما جعل الشباب الذين قاموا بالثورة برفع شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" تعبيرا عن الظلم الفادح الذي نشره حسنى مبارك في ربوع مصر.

هذه الرسالة أوجهها للرئيس الدكتور محمد مرسي وحكومته. إن المهمة الأساسية للدولة الآن هي الاهتمام بالإنسان المصري بالدرجة الأولى، وان تكون تلك هي الأولوية الأولى للنظام الآن، بالاهتمام بصحته وتعليمه وحريته ومشاركته السياسة وإتاحة الفرص كاملة للجميع للمشاركة بفعالية في توجيه موارد هذا البلد وجهتها الصحيحة لتنمية روح الإبداع لدى الإنسان المصري ومساعدته على النهوض ببلده. مصر حق لكل المصريين، الذي هم مع النظام او الذين هم ضده، ينبغي أن تعطى لهم الفرص كاملة بغض النظر عن معتقداتهم أو انتماءاتهم السياسية. مصر حق لجميع المصريين، والجميع يجب أن تكون له نفس الفرصة كاملة للمشاركة في بناءها وقيادتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق