عندما زار الفيلسوف اليوناني "هيرودوت" مصر، قال آنذاك عبارته الشهيرة "مصر هبة النيل"، أي لولا النيل لما وجدت مصر، ومن ثم فان استمرار وبقاء مصر ككيان مرتبط اساسا باستمرار تدفق المياه من منابع النيل في افريقيا، وهذه العبارة الشهيرة صحيحة تماما، فلا يمكن ان نتصور مصر بدون النيل. هل يمكن ان نطلق نفس العبارة على الكويت، أي ان الكويت "هبة النفط". ربما يعترض البعض على ذلك على اساس ان الكويت كانت كيانا قائما قبل النفط، ومن ثم فلم تكن في يوم من الايام هبة للنفط. غير انه في الواقع يمكن ان نقول بقدر كبير من الثقة ان الكويت الحديثة هي "هبة النفط". أي ان استمرارها وبقاءها كدولة "تتمتع بنفس الخصائص الحالية" مرتبط اساسا بتدفق النفط من آباره الى الاسواق العالمية للنفط.
ماذا تعني هذه العبارة، انها بكل بساطة تدق ناقوس الخطر، والمتمثل في أن اكبر تحد يواجه الكويت اليوم هو كيف تؤمن مستويات الدخول والرفاهية المرتفعة لسكانها بعد زوال النفط. قد تكون وجهة النظر هذه بها قدر كبير من التشاؤم وقد ترسم صورة تحمل قدرا كبيرة من الخطر بالنسبة للاجيال القادمة بدولة الكويت. نعم هذا للاسف صحيح. لذا، من وجهة نظري، اعتقد ان مشروع "كويت ما بعد النفط" هو اخطر وأهم مشروع استراتيجي يجب ان توجه اليه كافة الطاقات المتاحة بدولة الكويت الان، لضمان استمرار مستويات مرتفعة للدخل والرفاهية للاجيال القادمة في المستقبل.
للاسف لا يوجد بين يدينا، على الاقل حتى الان، خططا استراتيجية جدية تعد العدة لهذا اليوم، على الرغم من انه، بمقياس الزمن، قد اصبح قريبا جدا منا. حيث لا توجد حاليا أية خطط استراتيجية بدولة الكويت تتناول مصادر الدخل والانتاج في حقبة ما بعد النفط، لا توجد أي اشارة ولو بعيدة عما ستفعله الاجيال القادمة عند قدوم هذا اليوم، ماذا سيفعلون؟، اين سيعملون؟، ماذا سينتجون؟، من اين لهم بوسائل المعيشة والرفاهية التي ننعم بها الان؟. ويبدو اننا تركنا الامر لهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، كما قد يبدو، للاسف، أن هذا الامر لا يعنينا، وان أهم ما يعنينا هو ما نحن عليه الان. ان شغلنا الشاغل اليوم هو كيف نعظم رفاهيتنا، كيف نزيد مكاسب الجيل الحالي، بغض النظر عما ينتظر الاجيال القادمة. ان الهم الشاغل للبعض الان هو كيف نستقطع اكبر قدر من ايرادات الكويت لنوزعه على الناس، كيف نرفع رواتبنا، كيف نعظم تأميناتنا الاجتماعية، كيف نلغي قروضنا وفواتيرنا، كيف نستهلك الكهرباء والماء مجانا، .... الخ. ببساطة نحن ننظر تحت اقدامنا فقط، نحن لا نتطلع للمستقبل، ولا نعد له العدة المناسبة.
ان افضل سيناريوهات النفط بالكويت على الاطلاق هو انه سوف يستمر ما بين 75 – 100 عاما في المستقبل، بعدها سوف ينضب النفط تماما. ماذا سنفعل بعدها. بل ربما في هذا المدى الزمني يكتشف العالم بديلا آخر للنفط اقل ضررا بالبيئة، وأقل تكلفة، فتنخفض هذه المدة بشكل سريع، ويصبح مخزون النفط بباطن الارض بلا قيمة، مثلما هو الحال بالنسبة لمخزون الكثير من مناجم الفحم الان. حتى لو سلمنا بأن النفط سوف يستمر لمائة عام في المستقبل، فان 100 عام في تاريخ الامم هي زمن قصير جدا، فهل نبدأ من الان لاعداد العدة لهذا اليوم، على الرغم من اننا، من وجهة نظري، قد تأخرنا كثيرا.
للاسف لا يوجد بين يدينا، على الاقل حتى الان، خططا استراتيجية جدية تعد العدة لهذا اليوم، على الرغم من انه، بمقياس الزمن، قد اصبح قريبا جدا منا. حيث لا توجد حاليا أية خطط استراتيجية بدولة الكويت تتناول مصادر الدخل والانتاج في حقبة ما بعد النفط، لا توجد أي اشارة ولو بعيدة عما ستفعله الاجيال القادمة عند قدوم هذا اليوم، ماذا سيفعلون؟، اين سيعملون؟، ماذا سينتجون؟، من اين لهم بوسائل المعيشة والرفاهية التي ننعم بها الان؟. ويبدو اننا تركنا الامر لهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، كما قد يبدو، للاسف، أن هذا الامر لا يعنينا، وان أهم ما يعنينا هو ما نحن عليه الان. ان شغلنا الشاغل اليوم هو كيف نعظم رفاهيتنا، كيف نزيد مكاسب الجيل الحالي، بغض النظر عما ينتظر الاجيال القادمة. ان الهم الشاغل للبعض الان هو كيف نستقطع اكبر قدر من ايرادات الكويت لنوزعه على الناس، كيف نرفع رواتبنا، كيف نعظم تأميناتنا الاجتماعية، كيف نلغي قروضنا وفواتيرنا، كيف نستهلك الكهرباء والماء مجانا، .... الخ. ببساطة نحن ننظر تحت اقدامنا فقط، نحن لا نتطلع للمستقبل، ولا نعد له العدة المناسبة.
ان افضل سيناريوهات النفط بالكويت على الاطلاق هو انه سوف يستمر ما بين 75 – 100 عاما في المستقبل، بعدها سوف ينضب النفط تماما. ماذا سنفعل بعدها. بل ربما في هذا المدى الزمني يكتشف العالم بديلا آخر للنفط اقل ضررا بالبيئة، وأقل تكلفة، فتنخفض هذه المدة بشكل سريع، ويصبح مخزون النفط بباطن الارض بلا قيمة، مثلما هو الحال بالنسبة لمخزون الكثير من مناجم الفحم الان. حتى لو سلمنا بأن النفط سوف يستمر لمائة عام في المستقبل، فان 100 عام في تاريخ الامم هي زمن قصير جدا، فهل نبدأ من الان لاعداد العدة لهذا اليوم، على الرغم من اننا، من وجهة نظري، قد تأخرنا كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق