عندما تم انتخاب الرئيس أوباما كأول رئيس أسود
للولايات المتحدة، وأخذ يخطب ود العالم الإسلامي، عندما حضر إلى القاهرة لكي يوجه
أول خطاب إلى المسلمين من هناك، استبشر الجميع خيرا بأننا أمام أول رئيس أمريكي
ربما يكون أكثر اعتدالا في الحكم في القضايا العربية وأن التأييد الأمريكي الأعور
لإسرائيل ربما يجد عينا أخرى تنظر خارج نطاق المنظور الإسرائيلي وتلاحظ أن الصراع
في فلسطين فيه طرفان: الطرف اليهودي والطرف الفلسطيني، وأن القضية الفلسطينية سوف
تشهد تطورات هامة في أثناء فترة حكم هذا الرجل الذي، بحكم لونه، ربما يكون قد تعرض
للتمييز الأعمى في مرحلة ما من مراحل حياته، وأنه بالتأكيد يكره الظلم ويحب العدل
كما كان يتشدق بدعوته لفتح صفحة جديدة مع المسلمين في العالم.
غير أنه بعد أن أقلعت طائرة أوباما من القاهرة ويوما
بعد آخر يأتينا من الأخبار ما يخيب من آمالنا في الرجل إلى الحد الذي دفع بعض
الكتاب إلى وصف الرجل بأنه "بوش آخر، ولكن لونه اسود"، غير أن هذا
الأسبوع شهد أسوأ مواقف الرجل تجاه القضية الفلسطينية وذلك بما احتواه خطابه في
الأمم المتحدة بمناسبة تقدم الفلسطينيين بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة
عضو. لقد احدث الخطاب صدمة في العالم الإسلامي الذي أيقن أن أوباما ما هو إلا مجرد
رئيس أمريكي آخر لا يرى إلا بعين واحدة تتجه فقط نحو إسرائيل، وأن خوف الرجل من
اللوبي اليهودي الذي يمكن ان يعكر صفو عملية إعادة انتخابه جعله يدوس على كل قيم
العدل التي يتشدق بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق