الأربعاء، مايو ٠١، ٢٠١٣

التكنولوجيا الرقمية Digitization

يشير  رام شاران في كتابه الانحدار العالمي، أن التكنولوجيا الرقمية تحدث في العالم تغيرات هائلة وعلى نحو غير مسبوق، ولا يمكن التنبؤ بآثارها وما يمكن أن تحدثه على مراكز القوة العالمية، فبالتكنولوجيا الرقمية تتحول بعض الأعمال بين يوم وليلة الى مؤسسات تنافسية قادرة على تحقيق ارباح ضخمة بتكاليف منخفضة وبرأس مال محدود، خذ على سبيل المثال أمازون دوت كوم، فكرة بسيطة للغاية، برأس مال محدود وباستخدام التكنولوجيا الرقمية اصبحت واحدة من أكبر مؤسسات التوزيع في العالم، بدأت الفكرة كمكتبة، ثم تطورت فتحولت الى الالكترونيات، والساعات، وغير ذلك من سلع الرفاه، ولا ندري على أي نحو ستطور في المستقبل.
أمثال امازون دوت كوم يستخدمون فكرة تحليل البيانات الضخمة وعلى نطاق واسع لكي يمكن أن يتم من خلالها استخراج المعلومات المفيدة تجاريا، على سبيل المثال من عدة طلبات قمت بها، ومن تصفحي لبعض الكتب في أمازون تأتيني يوميا رسائل الكترونية عن الكتب الجديدة التي تقع في نطاق اهتمامي، كيف تعرفت أمازون دوت كوم على اهتماماتي الدقيقة، هذا هو حصيلة تحليل الكم الضخم من البيانات التي تحتفظ بها عن كل نقره وكل تصفح يقوم به كل زائر لموقعها،
التكنولوجيا الرقمية هزت اركان علاقات كثيرة كلاسيكية في التسويق، وسبل التعامل بين العملاء والمؤسسات، وتغير نمط خلق القيمة والفرص في مجال الأعمال على المستوى الدولي، وحتى طريقة الانتاج. التكنولوجيا الرقمية والأشكال الحديثة للآلات سوف تقضي على نمط الانتاج بالحجم الكبير والذي يتم في العالم، وسوف يحل محلها طرق جديدة للانتاج بالقطعة المناسبة في التوقيت المناسب للمستهلك، بهذا الشكل سوف تقل الحاجة الى عمليات التخزين المكلفة، وسيحل محلها الانتاج الآني وفقا لحاجة المستهلك بالدقة والجودة المطلوبة بدلا من الانتاج النمطي أو المعياري الحالي، على سبيل المثال بدلا من انتاج عدد هائل من الملابس بمقاسات موحدة، سوف تنتج قطعة الملابس بالمقاسات المناسبة للعميل تماما في الوقت الذي يرغب فيه بدلا من انتاجها ثم تخزينها حتى يأتي المشتري المناسب. بل ان المؤسسات الدولية سوف تنتج السلع في المكان الذي يوجه فيه العميل بدلا من انتاجها عبر البحار وارسالها الى حيث يوجد العميل متحملة في سبيل ذلك تكاليف للنقل واعباء جمركية وقيود اجرائية وقانونية.. الخ.
أنصار التكنولوجيا الرقمية يرون أن العالم سوف يتغير رأسا على عقب في المستقبل بهذه التكنولوجيا، ربما ستختفي من حياتنا المحلات وسلاسل التجزئة التي تبيع السلع، المطاعم، المخابز، محلات الجزارة.. كل هذا سوف يتحول الى تجارة رقمية، بضغطة موبايل تحصل عليه جاهزا في مكان اقامتك في الوقت الذي تريد بالسعر الذي تريد والجودة التي تريدها.
أعداء التكنولوجيا الرقمية يرون أن أخطر ما فيها أنها سوف تؤدي الى القضاء على مئات الملايين من الوظائف في العالم،، ولكن الدراسات تثبت أن كل تطور يحدث في مجال التكنولوجيا الرقمية يترتب عليه زيادة في أعداد الوظائف في العالم وليس انخفاضها، بالطبع في مجالات اخرى مرتبطة بتطبيقات التكنولوجيا الرقمية.
هل تريد أن تعرف ماذا تعني التكنولوجيا الرقمية تذكر هذه الأسماء،، جوجل، ياهو،، سكايب، أبل... والقائمة أكثر من أن تحصى
من خلاصة قراءتي في كتاب Global tilt  للمؤلف الهندي الأصل Ram Sharan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق