السبت، أغسطس ١٣، ٢٠١١

سوق السندات الأمريكية لا يعير اهتماما لتصنيف ستاندارد اند بور


كان من المتوقع ان ترتفع معدلات العائد على السندات الامريكية بعد القرار الأخير لمؤسسة التصنيف الائتماني ستاندرد اند بور والتي قامت بمقتضاه بتخفيض التصنيف الائتماني للدين الامريكي من AAA الى AA+، وهو ما يعد السابقة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة والتي كان دينها العام مصنفا دائما على انه دين ممتاز.
ما إن تم الاعلان عن تخفيض التصنيف حتى تباينت ردود الفعل بصورة كبيرة لهذه الاخبار بين مؤيد ومهاجم لقرار المؤسسة، وكما هو معلوم كان رد فعل اسواق الاسهم وسوق الذهب عنيفا.
كان من المتوقع ان ترتفع معدلات العائد على السندات الامريكية مع تراجع تصنيفها الائتماني وهو رد الفعل الطبيعي للمستثمرين في السندات الامريكية والتي، وفقا للتصنيف اصحبت اكثر مخاطرة، الامر الذي يرفع من تكلفة الاقتراض للولايات المتحدة.
اليوم اقفل سوق السندات عن نتيجة في غاية الغرابة وهي تراجع معدلات العائد على السندات الامريكية، مما يعني تأكيد ثقة المستثمرين في السندات الامريكية. الشكل التالي يوضح تطور معدلات العائد على السندات الامريكية منذ 2007 حتى اليوم.
 من الشكل يتضح ان معدلات العائد على السندات الامريكية تنخفض، فالسندات التي تستحق بعد 30 سنة انخفض معدل العائد عليها الى 3.72% حاليا، والتي تستحق بعد 10 سنوات انخفض معدل العائد عليها الى 2.24% والسندات
التي تستحق بعد 5 سنوات انخفض معدل العائد عليها الى 0.96%، والتي تستحق بعد سنتين يبلغ معدل العائد عليها 0.20%، هذا الاسبوع بلغ الانخفاض في معدل العائد على السندات استحقاق 10 سنوات بـ 34 نقطة وهو ما يؤكد ما اشرنا اليه مسبقا من ان اثر خفض التصنيف على الدين الأمريكي سوف يكون محدودا، خصوصا وان القرار جاء في اعقاب ما شهده الكونجرس من مهاترات حول رفع سقف الدين.

 الشكل السابق يؤكد حقيقة هامة وهي ان الاسواق لا تعير ادنى اهتمام لقرار ستاندرد اند بور بخفض تصنيف الدين الأمريكي، خاصة وان مؤسسات التصنيف الائتماني ذات سمعة سيئة جدا في هذا المجال، فمثل هذه المؤسسات تتسم بالفساد حيث أنها اعطت تصنيفات متميزة للمؤسسات الائتمانية التي صنعت ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
عندما اقدمت ستاندرد اند بور على تخفيض التصنيف الائتماني للدين الامريكي توقعت امرا من اثنين، إما ان يؤدي القرار الى رفع سمعة هذه المؤسسة في مجال المهنة، واما ان يقضى على مصداقيتها، ويبدو ان الاحتمال الثاني هو الأقرب، على الاقل حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق