مدينة "غوان جو"
الصينية والتي كانت تسمى "كانتون" سابقا تعد أفضل مثال لسيستم دي في
العالم، وتعج المدينة بالأفارقة الذين يأتون من دول إفريقية مثل نيجيريا لاستيراد
السلع المقلدة، أو حتى تصنيعها تحت ماركات خاصة بهم. وفقا للتقديرات فإن هناك
حوالي 100 ألف افريقي يقيمون بصفة دائمة في هذه المدينة، وإن كانت بعض التقديرات
ترفع هذه الرقم الى 300 ألف افريقي، ويتركز جانب كبيرا منهم في ضاحية "سان
يوان لي" لدرجة أن البعض يطلق عليها مدينة الشوكولاتة Chocolate City نسبة الى لون معظم من يقطنونها
من الأفارقة. بل إن المدينة كيفت نفسها لتتعامل مع هذه الفئة من الناس، حيث توجد
المطاعم التي تقدم الوجبات الإفريقية، ويوجد المترجمين المتخصصين في التعامل مع
هذه الفئة، والصرافين، ودور الاقامة المتخصصة في ذلك.. الخ.
ولكن
غوان جو لا تستقطب الأفارقة فقط، فهي أيضا تستقطب العرب والارجنتينيين والفلبينيين
والأتراك وغيرهم من رعايا الدول الذين أتوا إلى الصين بحثا عن صفقات لتوريد السلع
الرخيصة والمقلدة. غير أن الأفارقة يتسمون بأنهم
أكثر من أوجد لهم كيانا دائما في المدينة، ومعظمهم يقيمون بصورة غير شرعية.
وهم يعترفون بأنه لو توقف الأفارقة عن الذهاب للصين لإجراء هذه المعاملات فإن
الاقتصاد الصيني سوف يتأثر كثيرا بذلك.
ولا
يمكن الاعتماد على الاحصاءات الرسمية لصادرات الصين الى افريقيا، حيث أن عدد كبيرا
من الحاويات يغادر الصين الى افريقيا دون ان يتم تسجيله، وبالطبع تخرج هذه
الحاويات من خلال سيستم دي. غير أن الاحصاءات الرسمية الصينية تقول بأن التجارة
المتبادلة بين الصين وافريقيا تجاوزت في 2009 ما قيمته 100 مليار دولارا، غير أن
عمليات تصدير السلع المقلدة والتي يتم قرصنتها لا تسجل غالبا ضمن هذه الاحصاءات.
ملاحظات من كتاب Stealth of Nations: The
Global Rise of the Informal Economy للمؤلف
Robert Neuwirth
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق