الثلاثاء، يوليو ٢١، ٢٠١٥

هل أمريكا تطبع اطنان الدولارات؟


لا يتعبني في المناقشة أكثر من هؤلاء الذين لا يفهمون النواحي الفنية لإدارة السياسة النقدية بشكل عام.
...
بمناسبة نزول الذهب، بعض المخدوعين بالعبارات الطنانة التي يروج لها أباطرة الذهب في العالم ويضحكون بها على عقول بعض السذج، مثل
أن انهيار الدولار قادم قادم،
(
أوكي انهيار الدولار قادم تقوم انت تشتري ذهب؟؟)،
وأن أمريكا تطبع تريليونات الدولارات، مجرد ورق
(
أوكي وهذا الورق هو أقوى عملات العالم اليوم)،
الدولار ليس له مستقبل، والذهب هو الملاذ الآمن الوحيد في هذا العالم
(
أوكي الدولار هو عملة العالم، وبه تسعر كل السلع التجارية في العالم بدءا من النفط حتى القمح، والذهب ليس هو الملاذ الآمن الوحيد في هذا العالم، أي شيء يمكن تحويله الى نقود بسهولة هو ملاذ آمن)
...
دعني أوضح بعض جوانب سوء الفهم من الناحية الفنية
...
أولاعبارة طباعة الدولار عباة خاطئة وتنم عن سوء فهم لطبيعة وعمليات السياسة النقدية في عالم اليوم.
لماذا ينمو عرض الدولار؟
الإجابة هي ينمو عرض الدولار يتم لسببين
الأول هو مواجهة الطلب على الدولار لأغراض دفع قيمة المبادلات
والثاني كأحد أجراءات السياسة النقدية الهادفة لخفض معدلات الفائدة من أجل تدعيم الطلب الكلي والخروج من الأزمة.
أمريكا بعد الأزمة توسعت في عرض النقود، من خلال ادوات السياسة النقدية غير التقليدية بالدرجة الأولى والتي يطلق عليها التيسير الكمي،
أي شراء الاحتياطي الفدرالي لسندات محددة وبآحال مختار للتأثير على هيكل معدل الفائدة.
عندما يشتري الاحتياطي الفدرالي السندات فإنه لا يطبع دولارات
وانما يسجل في حساب البائع لديه القيمة، وتزيد بالتالي الكمية المسجلة منها، أي أن الموضوع عبارة عن قيود دفترية ليس إلا،
من الناحية الفنية أيضا هذه العملية ذات تأثير مماثل للدولار المطبوع، لكن الدولار لا يطبع
بعد ان قاربت الأزمة على الانتهاء تبنى الاحتياطي الفدرالي سياسة نقدية انكماشية، أي عكس السياسة السابقة، وبمقتضى هذه السياسة اخذ في وقف شراء السندات تمهيدا لبيع ما لديه منها، أي يشطب الدولارات المسجلة في دفاتره مرة أخرى
أمريكا لا تطبع دولارا إلا لاستيفاء احتياجات الطلب لأغراض سداد قيمة المعاملات
...
هل اتضح الأمر ياجماعة
...
يا ليت بقى نوقف ترديد عبارات دون أن ندرك مغزاها الصحيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق