زيمبابوي تمثل حالة مثالية للتضخم الجامح في العالم الان، حيث تقاس معدلات التضخم السائدة في زيمبابوي حاليا بوحدة المائة مليون في المائة، آخر الارقام المنشورة عن معدل التضخم في زيمبابوي أنه بلغ 231 مليون في المائة في عام 2008، وهو ما يعكس التدهور الرهيب في القوة الشرائية لنقودها والتي اضحت لا تساوي شيئا مع الزيادة المستمرة في أعداد الأصفار التي تضاف بشكل مستمر على فئات الاوراق التي يتم اصدارها، فمع التصاعد الرهيب في المستويات العامة للاسعار، لم تعد الفئات الورقية التي اصدرتها زيمبابوي من فئة الـ 100 مليار دولار (انظر الشكل رقم 1) تساوي شيئا، واصبح من العسير على الافراد حمل احمال ثقيلة من النقود بغرض دفع قيمة معاملة تافهة مثل شراء بيضة.
في ظل هذه الاوضاع لا بد من تعديل الفئات النقدية التي يتم اصدارها حتى تساير الصعود الفلكي للاسعار. ولذلك قررت حكومة روبرت موجابي، أفشل زعماء افريقيا إقتصاديا، أن تصدر ورقة نقدية جديدة من فئة المائة تريليون دولار، أي واحد أمامها 14 صفرا (وقت كتابة هذا المقال كانت المائة تريليون دولار زيمبابوي تساوي حوالي 30 دولارا أمريكيا، لاحظ أنه عندما تنتهي من قراءة هذا المقال سوف تكون قيمة هذه الورقة قد انخفضت عن ذلك). طالما بقي موجابي في السلطة لن يكون امام زيمبابوي من حل للسيطرة على التضخم الجامح سوى دولرة اقتصادها، أي استعمال عملة أجنبية محل العملة الوطنية، سواء أكانت تلك العملة الدولار الامريكي أو أي عملة أخرى بدلا من الدولار الزيمبابوي للسيطرة على التدهور الرهيب للقوة الشرائية لدخول وثروات الزيمبابويين. وتشير التقارير الواردة من زيمبابوي الى ان الراند الجنوب الافريقي قد بدأ يستخدم على نطاق واسع، وربما تتم دولرة للاقتصاد الزيمبابوي من خلال اعلان استخدام الراند الجنوب افريقي كعملة رسمية. حتى يحدث ذلك فان الأوضاع الاقتصادية في زيمبابوي مرشحة للتزايد في السوء.
ديكتاتور زيمبابوي دمر بلاده اقتصاديا بسياساته الخرقاء، فقبل تسلم موجابي للسلطة كانت زيمبابوي مصدرة للغذاء، اليوم يعيش الملايين من الزيمبابويين اعتمادا على المعونة الغذائية الدولية. وعلى الرغم من العزلة الدولية التي يعاني منها النظام، الا ان المجتمع الدولي لم يقف مع شعب زيمبابوي بما فيه الكفاية، هذا الشعب في حاجة الى وقفة دولية بما في ذلك استخدام القوة للاطاحة بالرئيس موغابي للتخلص من هذا النظام الذي جلب الخراب للديار، فقد هاجر حوالي نصف السكان الآن تاركين ورائهم جحيم الاسعار الذي يحرق البلاد.
شكل رقم (1) عملات زيمبابوي
شكل رقم (2) آخر اصدار لعملة زيمبابوي فئة 100 تريليون دولار
تقترب زيمبابوي الآن من أعنف تجارب التضخم الجامح التي شهدها العالم في العصر الحديث، وهي تجربة المجر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث بلغ معدل متوسط معدل التضخم الشهري 4.2 كوينتيليون في المئة، (الكوينتيليون هو واحد أمامه 18 صفرا). هل يمكن أن تتخيل ان متوسط اسعار السلع يزيد في الشهر الواحد بهذا الرقم الفلكي، لقد كانت تجربة أليمة جدا لشعب المجر. وقد شهدت المجر في هذه الفترة اصدار العملة صاحبة أكبر فئة نقدية في التاريخ بقيمة مائة كوينتيليون (واحد أمامه 20 صفرا) بينجوي (عملة المجر في ذلك الوقت)، أنظر الشكل رقم 3، كما كانت الحكومة بصدد اصدار ورقة نقدية بقيمة سيكستيليون (واحد أمامه 21 صفرا)، 1000000000000000000000 بنجوي، والموضحة بالشكل رقم 4، إلا أن هذه العملة لم تر النور حيث قررت حكومة المجر الغاء البنجوي واستبداله بعملة جديدة. لقد كانت النقود تصدر بسرعة رهيبة، لدرجة ان السلطات النقدية كانت قد اوقفت عملية طبع ارقام مسلسلة على النقود ربما لضيق الوقت بين كل اصدار وآخر، أو ربما لأنه لم تعد لهذا الاجراء اهمية لنقود لا تساوي قيمة الورق الذي تطبع عليه.
شكل رقم (3) مائة كوينتيليون بينجوي
شكل رقم (4) أكبر عملة (رقميا) في التاريخ واحد سيكستيليون بينجوي (عملة لم تر النور)
في ظل هذه الاوضاع لا بد من تعديل الفئات النقدية التي يتم اصدارها حتى تساير الصعود الفلكي للاسعار. ولذلك قررت حكومة روبرت موجابي، أفشل زعماء افريقيا إقتصاديا، أن تصدر ورقة نقدية جديدة من فئة المائة تريليون دولار، أي واحد أمامها 14 صفرا (وقت كتابة هذا المقال كانت المائة تريليون دولار زيمبابوي تساوي حوالي 30 دولارا أمريكيا، لاحظ أنه عندما تنتهي من قراءة هذا المقال سوف تكون قيمة هذه الورقة قد انخفضت عن ذلك). طالما بقي موجابي في السلطة لن يكون امام زيمبابوي من حل للسيطرة على التضخم الجامح سوى دولرة اقتصادها، أي استعمال عملة أجنبية محل العملة الوطنية، سواء أكانت تلك العملة الدولار الامريكي أو أي عملة أخرى بدلا من الدولار الزيمبابوي للسيطرة على التدهور الرهيب للقوة الشرائية لدخول وثروات الزيمبابويين. وتشير التقارير الواردة من زيمبابوي الى ان الراند الجنوب الافريقي قد بدأ يستخدم على نطاق واسع، وربما تتم دولرة للاقتصاد الزيمبابوي من خلال اعلان استخدام الراند الجنوب افريقي كعملة رسمية. حتى يحدث ذلك فان الأوضاع الاقتصادية في زيمبابوي مرشحة للتزايد في السوء.
ديكتاتور زيمبابوي دمر بلاده اقتصاديا بسياساته الخرقاء، فقبل تسلم موجابي للسلطة كانت زيمبابوي مصدرة للغذاء، اليوم يعيش الملايين من الزيمبابويين اعتمادا على المعونة الغذائية الدولية. وعلى الرغم من العزلة الدولية التي يعاني منها النظام، الا ان المجتمع الدولي لم يقف مع شعب زيمبابوي بما فيه الكفاية، هذا الشعب في حاجة الى وقفة دولية بما في ذلك استخدام القوة للاطاحة بالرئيس موغابي للتخلص من هذا النظام الذي جلب الخراب للديار، فقد هاجر حوالي نصف السكان الآن تاركين ورائهم جحيم الاسعار الذي يحرق البلاد.
شكل رقم (1) عملات زيمبابوي
شكل رقم (2) آخر اصدار لعملة زيمبابوي فئة 100 تريليون دولار
تقترب زيمبابوي الآن من أعنف تجارب التضخم الجامح التي شهدها العالم في العصر الحديث، وهي تجربة المجر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث بلغ معدل متوسط معدل التضخم الشهري 4.2 كوينتيليون في المئة، (الكوينتيليون هو واحد أمامه 18 صفرا). هل يمكن أن تتخيل ان متوسط اسعار السلع يزيد في الشهر الواحد بهذا الرقم الفلكي، لقد كانت تجربة أليمة جدا لشعب المجر. وقد شهدت المجر في هذه الفترة اصدار العملة صاحبة أكبر فئة نقدية في التاريخ بقيمة مائة كوينتيليون (واحد أمامه 20 صفرا) بينجوي (عملة المجر في ذلك الوقت)، أنظر الشكل رقم 3، كما كانت الحكومة بصدد اصدار ورقة نقدية بقيمة سيكستيليون (واحد أمامه 21 صفرا)، 1000000000000000000000 بنجوي، والموضحة بالشكل رقم 4، إلا أن هذه العملة لم تر النور حيث قررت حكومة المجر الغاء البنجوي واستبداله بعملة جديدة. لقد كانت النقود تصدر بسرعة رهيبة، لدرجة ان السلطات النقدية كانت قد اوقفت عملية طبع ارقام مسلسلة على النقود ربما لضيق الوقت بين كل اصدار وآخر، أو ربما لأنه لم تعد لهذا الاجراء اهمية لنقود لا تساوي قيمة الورق الذي تطبع عليه.
شكل رقم (3) مائة كوينتيليون بينجوي
شكل رقم (4) أكبر عملة (رقميا) في التاريخ واحد سيكستيليون بينجوي (عملة لم تر النور)
ما هذه الأرقام المهولة ؟؟!!
ردحذفهذه ميزة لمن عاشوا في ظل هذه الظروف حيث كانوا يعرفون ويستخدمون الأرقام الموجودة في علم الفلك ففط.
ردحذف