الجمعة، مارس ٠٥، ٢٠١٠

القطاع المصرفي الأمريكي يواجه مخاطر ارتفاع حالات الإفلاس هذا العام

إفلاس البنوك ليس شيئا غريبا في ظل أوضاع الأزمة، حيث يترتب على الكساد اضطراب أوضاع العديد من المؤسسات المالية الأمر الذي يؤدي إلى تعرض بعضها لمخاطر الإفلاس. وقد شهدت حالات الكساد التي مر بها الاقتصاد الأمريكي إخفاق مئات البنوك في بعض الحالات، كما يتضح من الشكل التالي الذي يوضح تطور حالات الإفلاس بين البنوك الأمريكية خلال الفترة من 1934 – 2010. خلال هذه الفترة بلغت حالات الإفلاس أعلى مستوياتها في عام 1989 حينما أعلن إفلاس 534 بنكا. ووفقا للجنة الفدرالية للتأمين على الودائع بلغ عدد البنوك الأمريكية التي أفلست منذ انطلاق الأزمة المالية 187 بنكا منها 25 بنكا في 2008 و 140 بنكا في 2009، وحتى كتابة هذا المقال بلغ عدد البنوك التي أفلست حتى يوم الجمعة الماضي 22 بنكا.

الشكل رقم 1 حالات الافلاس بين البنوك في الولايات المتحدة الامريكية


اصدرت اللجنة الفدرالية للتأمين على الودائع تقريرها عن أوضاع البنوك الأمريكية يوم 23 فبراير الماضي وذلك عن الربع الأخير من العام الماضي، وقد صنف التقرير 702 بنكا أمريكيا على أنها بنوك مضطربة يبلغ إجمالي أصولها 403 مليار دولار، وذلك مقارنة بـ 552 بنكا في الربع الثالث من العام الماضي والتي بلغت أصولها 346 مليار دولار. أي أن اللجنة أضافت حوالي 150 بنكا إلى قائمة البنوك المضطربة في الربع الأخير من العام الماضي. هذا لا يعني أن كل هذه البنوك سوف تفلس، أو أن البنوك التي ستعلن إفلاسها هذا العام لا بد وأن تكون من القائمة، إلا أن التقرير يعكس حقيقة أن مشكلة إفلاس البنوك الأمريكية هي بالفعل مشكلة جوهرية ومرشحة للتزايد في المستقبل، وبمعنى آخر من المتوقع أن يشهد هذا العام حالات إفلاس أكبر مما شهده العام الماضي.

الشكل التالي يوضح تطور أعداد البنوك المضطربة خلال الفترة من 1990 – 2009، حيث بلغت أعداد البنوك في القائمة حوالي 1500 بنكا وذلك في خضم الكساد الذي اجتاح الاقتصاد الأمريكي خلال هذه الفترة، ثم انخفض العدد في 1991 إلى أكثر من 1400 بنكا، قبل أن تنخفض إلى أقل من مئة بنكا في عام 1997، وقد عادت أعداد البنوك المضطربة إلى التزايد بدءا من 2008 عندما انطلقت الأزمة المالية العالمية، حيث بلغت أعداد البنوك المضطربة 252 بنكا، قبل أن ترتفع إلى 702 بنكا في ديسمبر الماضي.

شكل رقم 2 أعداد البنوك المضطربة ماليا


من ناحية أخرى يوضح الشكل التالي تطور أصول البنوك المضطربة ماليا خلال الفترة من 1990 - 2009، حيث بلغ إجمالي أصول البنوك المضطربة في 1991 أكثر من 800 مليار دولار، بينما بلغ أصول البنوك المضطربة في 2009 حوالي 403 مليار دولارا. تسارع وتيرة افلاس البنوك المتوقع سوف يؤدي الى ضغوط كبيرة على صندوق التأمين على الودائع الذي يواجه عجزا كبيرا حاليا، مما يعني ضرورة لجوء الصندوق الى الاقتراض من الاحتياطي الفدرالي لمواجهة الالتزامات المالية المترتبة على عمليات الافلاس.

شكل رقم 3 أصول البنوك المضطربة ماليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق