التعليم يعد أحد الأركان الأساسية لتنافسية الاقتصاد على المستوى العالمي، ولذلك تحرص الدول المتقدمة على أن تضمن ان نظمها التعليمية تتمتع بأعلى قدر من التطور. كذلك تحرص الأسر في كافة الدول بشكل عام على ان تضمن لأبنائها أفضل مستويات التعليم، خصوصا في هذه الأيام حيث ارتفعت مستويات التنافسية داخل أسواق العمل وأصبح الحصول على وظيفة، بصفة خاصة في القطاع الخاص، يتطلب استعدادا وتأهيلا متميزا للعامل. ووفقا للدراسات المتاحة فإن أكثر الأسر حرصا اليوم على ضمان أفضل مستويات التعليم لأبنائها هي الأسر في كوريا الجنوبية، حيث اكتشفت الأسر في هذه الدول كانت تعد في عداد الدول الناشئة، وأصبحت اليوم ضمن قائمة الدول المتقدمة أن التعليم هو السلاح الأول الذي تواجه به الدول مستقبلها وتتفوق به على منافسيها. الأسر الكورية تنفق قدرا كبيرا من دخلها على تعليم أبناءها للتأكد من تأهيل هؤلاء الأبناء بصورة مناسبة مع احتياجات سوق العمل، حتى لا يتحول الابن أو الابنة إلى سائق أو عامل يجمع القمامة، هذا طبعا لا يقلل من قيمة الخدمات المهمة التي يقدمها السائق أو عامل جمع القمامة، ولكن دخول هذه الفئات من العمال أو فرص ترقيها وتأهلها في مجال العمل تكون محدودة، وهذا هو المقصود. التعليم إذن هو السبيل لضمان وظيفة ذات دخل أعلى وفرص أفضل للترقي في المستقبل والوصول إلى أعلى المستويات الوظيفية.
الشكل رقم 1: معدل البطالة حسب المستوى التعليمي في الولايات المتحدة
الشكل السابق يوضح ميزة أخرى للتعليم وهي الأمان الوظيفي، فكلما ارتفعت المستويات التعليمية والمهنية للعامل كلما ارتفعت درجة الأمان الوظيفي لديه ويصبح من الصعب الاستغناء عنه في كافة الأحوال، حتى في حالات الكساد، مثلما هو الحال هذه الأيام. الشكل يوضح اتجاهات معدل البطالة بين العمال الأمريكيين (من سن 25 عاما فأكثر) حسب مستوياتهم التعليمية. ومن الشكل يتضح ان أعلى معدلات البطالة هي تلك السائدة بين العمال الذين حصلوا على مستويات تعليمية أقل من الثانوية العامة أو ما يعادلها، يليهم في المرتبة العمال الحاصلين على الثانوية العامة وليس لديهم شهادات تأهيل جامعي. الشكل يوضح انه هذه الفئات هي أول من يتم الاستغناء عنها في حال تراجع الطلب الكلي وانخفاض مستويات التشغيل. أقل معدلات البطالة بين العمال الأمريكيين هي تلك المعدلات بين العمال الحاصلين على شهادة ليسانس أو بكالوريوس أو درجات جامعية أعلى، هؤلاء هم من ترتفع لديهم درجة الأمان الوظيفي بصورة كبيرة، ويقل احتمال تعرضهم لمخاطر البطالة. الخلاصة التي يؤكدها الشكل أن التعليم، مهما تكلف، فإنه يثمر عائدا كبيرا طوال الحياة العملية للفرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق