تتمتع الولايات المتحدة بعديد من الخصائص تجعل منها الدولة الرائدة عالميا، أهمها أنها صاحبة عملة العالم المستخدمة في تقييم وسداد قيم تجارته الخارجية وكاحتياطي لبنوكه المركزية، وعلى أساسها تسعر السلع التجارية الدولية كالنفط. وعلى الرغم من الصعود الصيني المبهر في السنوات الأخيرة ما زالت صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وسنداتها هي أهم أدوات الاستثمار الدولي، وعلى الرغم من الأزمة المالية الطاحنة التي تعرضت لها، ظلت أمريكا صاحبة أفضل تصنيف ائتماني في العالم، وعلى الرغم من جبل الديون الذي تحمله على كاهلها، إلا أن العالم يلهث وراء أي إصدارات جديدة للسندات الأمريكية، حتى من ألد أعدائها، روسيا والصين.
البعض يرى أن كل هذا التميز مهدد حاليا بالزوال نتيجة الصراع الحالي بين الحزبين الرئيسين في أمريكا، فالخزانة الأمريكية ستنكشف في 17 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وستضطر أمريكا لأن تعلن عن عدم قدرتها على خدمة ديونها سواء بدفع الفوائد المستحقة عليها أو بإعادة سداد ما يحل من أقساط لهذه الديون، كما أن بعض أوجه الإنفاق العام داخليا معرضة للتوقف، مثلما هو الحال بالنسبة لكثير من الخدمات الحكومية المتوقفة حاليا بسبب الإغلاق الحالي لأبواب الحكومة، فهل ريادة أمريكا مهددة؟ "إجابتي هي لا" وسؤالي لمن يرددون ذلك: تفقد أمريكا ريادتها لمصلحة مَن؟ ما الدولة التي تمتلك عناصر الريادة التي أشرت إليها والتي يمكن بالتالي أن تحل محل أمريكا؟ الإجابة مرة أخرى لا يوجد مثل هذه الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق