اختار الرئيس أوباما الأسبوع الماضي جانيت ييلين نائبة رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" رئيسا للمؤسسة، خلفا للرئيس الحالي بن برنانكي مهندس سياسات التوسع النقدي غير المسبوقة، التي تتبعها الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة، منهيا بذلك الجدل الطويل الذي ثار حول شخصية من سيخلف برنانكي.
قرار الرئيس الأمريكي هو أفضل الخيارات الممكنة لضمان استقرار عملية صناعة السياسة النقدية الأمريكية، حيث إن جانيت ييلين تعمل في "الاحتياطي الفيدرالي" منذ فترة طويلة، وقد اكتسبت الخبرة التي تؤهلها لقيادة "الاحتياطي الفيدرالي" في الفترة القادمة بما فيها من تحديات ضخمة، التي في رأيي، على رأسها كيفية التخلص من تريليونات الدولارات التي تم إصدارها في إطار عمليات التوسع النقدي، التي أهمها استراتيجيات التيسير الكمي، دون أن يترتب على ذلك آثار ارتدادية على الاقتصاد الأمريكي، وبما لا يضر بعملية استعادة النشاط الاقتصادي التي تتم حاليا حتى تؤمن الخروج الكامل للاقتصاد الأمريكي من أزمته.
مما يعزز فرص نجاح جانيت ييلين أنها تفهم طبيعة الاستراتيجيات التي تم وضعها للخروج من السياسة الحالية لزيادة حجم ميزانية "الاحتياطي الفيدرالي" من خلال شراء السندات وإصدار الدولار في مقابلها، ومن ثم ستتمكن من توظيف الآليات التي من خلالها يتم سحب تريليونات الدولارات المصدرة حاليا، وبما لا يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفائدة على النحو الذي يهدد التعافي، وفي الوقت ذاته يحافظ على معدلات التضخم ضمن نطاق المعدل المستهدف بواسطة "الاحتياطي الفيدرالي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق