معدل الادخار في الولايات المتحدة ربما يتجاوز حاليا 8%، وهو تطور مهم جدا في سلوك الفرد الأمريكي، الذي كان يوصف بأنه أقل المدخرين على المستوى العالمي. الاتجاه الجديد نحو زيادة الادخار يؤثر بشكل سلبي على الإنفاق الاستهلاكي ومن ثم على سرعة استعادة مستويات النشاط الاقتصادي.
الشكل التالي يوضح اتجاهات معدل الادخار في الاقتصاد الأمريكي منذ عام 1929، حتى عام 2009 (الربع الثاني). لاحظ أن معدلات الادخار كانت سالبة في أثناء فترة الكساد الكبير، حيث مال الأمريكيون إلى استخدام مدخراتهم لدعم مستويات إنفاقهم في ظل تراجع مستويات الدخل، وهو ما نطلق عليه عبارة "الادخار السالب dissaving عندما نقوم بتدريس موضوع الاستهلاك في إطار مقرر مبادئ الاقتصاد الكلي. وقد بلغت معدلات الادخار أقصى مستوياتها في أثناء الحرب العالمية الثانية حيث بلغ معدل الادخار 25%، ثم أخذت في التراجع الحاد بعد ذلك بشكل عام حتى بلغت أدنى مستوياتها حديثا في عام. ومنذ ذلك الحين فان مستويات الادخار تميل نحو الارتفاع بشكل مضطرد حتى بلغت مستوى 8% حاليا.
وهناك علاقة بين معدلات الادخار والتغيرات الديموجرافية التي مر بها الاقتصاد الأمريكي. ففي منتصف السبعينيات بدأ يدخل سوق العمل قوة العمل التي تم إنجابها في فترة فورة الرضع baby boom، ومن ثم انخفض معدل الادخار مع تزايد أعداد الأسر الصغيرة في السن، والتي عادة ما تدخر اقل. غير انه مع تقدم هؤلاء في السن لم ترتفع معدلات الادخار لاحقا. ويعزى ذلك ان بالونات أسعار المساكن والأسهم ربما أقنعت هؤلاء بأنهم ليسوا في حاجة إلى الادخار بشكل اكبر، وأنهم ربما ادخروا أكثر من اللازم.
المصدر: http://www.calculatedriskblog.com/2009/09/pimco-personal-saving-rate-to-exceed-8.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق