الأربعاء، أكتوبر ٢١، ٢٠٠٩

الجمعية الكويتية لدراسة الذروة النفطية

دعاني اليوم مجموعة من الشباب الكويتي المتفتح الذين أسسوا الجمعية الكويتية لدراسة ظاهرة الذروة النفطية، لتبادل وجهات النظر حول موضوع الذروة النفطية والتعرف على أعضاء الجمعية ورسالتها، وقد سعدت كثيرا برسالة الجمعية وهي "توعية المجتمع الكويتي بشأن ظاهرة الذروة النفطية وتأثيرها على الاقتصاد و الحياة وإعداد الناس للتوجه لبدائل الطاقة بالبحث العلمي وبالاستخدام الفعلي"، ومن وجهة نظري فإن الجمعية تعد من الجمعيات الرائدة عالميا في هذا المجال، حيث لا يوجد لها جمعية مثيلة في العالم العربي، أو حتى في دول الأوبك، ومن هذا المنطلق أعتبر الجمعية رائدة.

ظاهرة الذروة النفطية من أخطر الظواهر العالمية التي يزداد الاهتمام العالمي بها على نحو كبير لما لها من آثار متوقعة ضخمة على المستويات المختلفة سواء على المستوى العالمي أو على المستوى القطري أو حتى على المستوى الفردي. المقصود بظاهرة الذروة النفطية هي بلوغ الإنتاج النفطي حدوده القصوى التي سيأخذ بعدها الإنتاج في التراجع على المستوى العالمي بسبب أن النفط مورد ناضب أو غير متجدد، ومن ثم فإنه مع كل برميل يتم استخراجه من باطن الأرض يتراجع المخزون ومن ثم الإنتاج النفطي من مكامن النفط ببرميل واحد. وببساطة شديدة فإنه عندما يتم اكتشاف مكامن جديدة للنفط فان الإنتاج منها يكون على شكل جرس، أي أن الانتاج من تلك المكامن يبدأ بمعدلات منخفضة، ثم يأخذ الإنتاج في التزايد حتى يصل إلى قمته (قمة الجرس)، هذه النقطة يطلق عليها العالم عبارة الذروة النفطية، أي النقطة التي سيصل فيها الإنتاج العالمي من النفط قمته، ثم يأخذ الإنتاج العالمي من النفط بعدها في التراجع، حتى ينفد النفط نهائيا من العالم.

اختلف العلماء في تحديد توقيت النقطة الزمنية التي سيصل فيها الإنتاج العالمي من النفط إلى ذروته ليتراجع بعدها دور النفط في حياتنا بعد أن كان المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة في العصر الحديث، والذي شكل عماد الحضارة الحديثة التي نعيشها في عالم اليوم، وقد كانت التقديرات المتاحة تشير إلى أن الذروة النفطية ستحدث في عام 2030، ثم تم مراجعة هذه التقديرات حديثا لتصبح عام 2020، وآخر ما قرأته يشير إلى أنه ربما تتحقق الذروة النفطية في عام 2012، أي أننا على بعد ايام من بلوغ ذروة الإنتاج النفطي في العالم. الذروة النفطية من وجهة نظري هي بدء اقتراب يوم القيامة لإنتاج الطاقة في العالم. حيث يعتمد إنتاج الطاقة أساسا حاليا على استخدام النفط، وللأسف، أو ربما لحسن الحظ، لا يوجد بديل جاهز حاليا للنفط يمكن أن يغني العالم عن النفط كمصدر لتوليد الطاقة.

أقل عبارة يمكن أن نستخدمها لوصف آثار الذروة النفطية هي أنها "رهيبة"، ومتعددة، ليس هنا مجال الحديث عنها، وسوف أتناولها بالتفصيل من الناحية الاقتصادية في رسائل قادمة ان شاء الله، ولكن ما أردت التنبيه إليه هو أنه لا بد من أن نحيي أعضاء المجموعة على مبادرتهم بافتتاح جمعية خاصة في الكويت لدراسة الظاهرة، وبالانضمام إلى الجمعية الدولية لدراسة الذروة النفطية تحت مسمى فرع الكويت، ومن ثم رفع اسم الكويت عاليا في هذا المحفل الدولي، ووضع خطط لنشر الوعي العام بالقضية وآثارها على مستقبل النفط ودوره في الاقتصاد الكويتي، وهي مهمة أراها جبارة ولا شك تحتاج إلى مساندة كافة الجهات المتخصصة. بقي أن أشير الى أن موقع الجمعية هو
http://www.aspo-kuwait.org/، والذي يقدم بعض المعلومات والمقالات والروابط عن موضوع الذروة النفطية، وهو موضوع هام كما سبق أن أشرت، وأدعو الجميع لزيارة هذا الموقع للتعرف على الجمعية وأعضاءها، وهم: مهندس أحمد الماجد مؤسس الجمعية، ود. خالد مهدي، ومحمد الفيلكاوي، وعمار حسين ومحمد عزيز وعماد نعمة وأحمد التركيت.

هناك تعليق واحد:

  1. Dear Prof. Mohammed, We were so pleased to see you ... We enjoyed your comments and your wonderful remarks. It was an honor. We hope to get together again. We thank you for mentioning the group in your BLOG.

    - Khaled Mahdi

    ردحذف