هناك اعتقاد سائد بأن الدولار الأمريكي ينهار بسبب تصاعد القلق حول مستوى الدين العام ونسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، والذي يعني ضمنا أنه إن آجلا أو عاجلا سوف تلجأ الولايات المتحدة إلى التيسير النقدي كوسيلة للحد من تكلفة تصاعد خدمة الدين العام على المالية العامة. التيسير الكمي هو قيام الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) في الولايات المتحدة بطبع كميات إضافية من النقود بمعدلات تتجاوز معدلات نمو الناتج ومعدل التضخم المستهدف، وهو ما يؤدي إلى الضغط على مستويات الطلب المحلي ومن ثم مواجهة تضخم مرتفع يطيح بالقوة الشرائية للدولار في المستقبل.
تشير Asha Bangalore على موقع http://www.businessinsider.com/ إلى أن هذا التحليل غير صحيح، وتقدم مجموعة من الإشكال البيانية التي تؤكد وجهة النظر التي تذهب إليها في هذا الجانب. الشكل الأول يوضح نسبة الدين العام الأمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بالفعل تشير إلى تصاعد نسبة الدين إلى الناتج المحلي. غير أن الأمر المثير للدهشة هو أن عملات الدول التي ينخفض الدولار الأمريكي بالنسبة لها تواجه نسبا أعلى للدين العام المحلي إلى ناتجها المحلي الإجمالي عن الولايات المتحدة، كما هو موضح في الشكل رقم 2. على سبيل المثال فإن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في اليابان والمملكة المتحدة ودول منطقة اليورو أعلى من الولايات المتحدة بكثير، ومع ذلك فان الدولار الأمريكي استمر في الانخفاض بالنسبة للين واليورو كما هو موضح في الشكل رقم 3. الشكل رقم 1 الدين العام الأمريكي كنسبة من الناتح المحلي الاجمالي
الشكل رقم 2 نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الاجمالي في مجموعة من الدول
الشكل رقم (3) معدل صرف الدولار بالنسبة للين ولليورو
إذا كان الوضع كذلك فلماذا ينهار الدولار؟ من وجهة نظر Asha Bangalore فإن اندفاع العالم على شراء الدولار الأمريكي منذ سنتين قد أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار في النصف الثاني من 2008 والنصف الأول من 2009، وأنه على الرغم من تراجع قيمة الدولار حاليا، إلا أنه ما زال أعلى من قيمته في أواخر 2007، كم هو موضح في الشكل رقم4.
الشكل رقم 4 قيمة الدولار بالنسبة لعملات العالم الرئيسية (موزونا بالقيمة الاسمية لتجارة الولايات المتحدة من تلك الدول)
المصدر: http://www.businessinsider.com/henry-blodget-sorry-dollar-is-not-collapsing-because-of-our-mountain-of-debt-2009-10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق