احترم الغير

...

تعلم هذه الخاصية تكسب قلوب من حولك

الناس بطبيعتها تحب أن ترى أنها ذات قيمة

وأن من حولها يقدرها ويحترمها

حتى ولو كان ما تقوم به شيئا تافها

بالطبع لا يوجد شيء تافه في هذه الحياة

مهما كان صغيرا أو يبدو على أنه غير مهم

انظر مثلا إلى جامع القمامة

قد ترى أنها وظيفة بسيطة

لكن لو أضرب جامعو القمامة عن العمل

سوف تدرك أنها ربما تكون أهم الوظائف في حياتنا

...

بعض الناس قد تلقي عليهم السلام أو التحية فلا يرد عليك

لو علم هذا كيف تنظر إليه نتيجة هذا السلوك

لو اطلع على ما يدور في نفسك من احتقار له

أو ما هو القدر الكراهية التي قد تبادله إياها على هذا السلوك

لانحنى أمامك

...

يحكي ديفيد شوارتز عن سائق باص كان دائما ما يتشاجر مع ركاب الباص

إلا راكب واحد،

كان دائما ما ينتظره حتى يركب

ويبادره بالتحية عندما يركب

ويلقي إليه بالتحية عندما يغادر الباص

ويستمع إليه باهتمام

كان السبب هو أن هذا الراكب بالذات يشعر السائق بأنه شخص مهم

ويتحدث معه كأنه يقود طائرة بها مئة وثمانين راكبا

وبأنه مقدر لأعصابه الحديدية التي تمكنه من قيادة هذا الباص

الخ

عندما احترم الراكب السائق الذي يتشاجر مع كل الناس

تحول السائق معه إلى شخص آخر

...

قصة أخرى يذكرها شوارتز

كان هناك عاملة مصعد يبدو على ملامحها البؤس

وكل خصائصها لا توحي بضرورة أن يلقي لها أحدا بالا

فهي في الخمسينيات

غير جميلة

لا تهتم بمظهرها أو شعرها

تظهر بوجه عبوس طوال الوقت

يقول شوارتز، في يوم من الأيام لاحظت انها غيرت من تسريحتها

فألقيت عليها السلام

وأخذت أبدي إعجابي بالطريقة الجديدة التي يظهر بها شعرها

يقول .. في اليوم التالي وجدتها بمظهر مختلف تماما

وعندما دخلت المصعد بادرتني بالتحية

صباح الخير سيد شوارتز

يقول كانت هذه أول مرة تناديني بإسمي

مع أنني لم أقل لها اسمي

لقد بحثت عنه لكي تبادلني ذات الاحترام الذي بادرتها إياه

...

تعلم ان تخاطب الناس باحترام وتقدير،

مهما كان شخص من تخاطبه أو وظيفته أو وضعه الاجتماعي

تنل احترامهم وتقديرهم واهتمامهم بك

عامل الناس بكبرياء وتعال ودونية

يكرهونك ويتمنون ألا يرون وجهك أصلا

مهما كنت أنت ومهما كان مركزك أو وضعك الاجتماعي،

حتى ولو تظاهروا امامك بغير ذلك

فإنهم بالتأكيد يذكرون عنك في غيابك أشياء قد ترعبك عندما تستمع إليها

..
من كتاب سحر التفكير الكبير  The Magic of Thinking Big
للمؤلف ديفيد شوارتز