الأربعاء، نوفمبر ١٨، ٢٠١٥

بن برنانكي .. عامل بناء


...
يحكي بن برنانكي في كتابه بعنوان
The Courage to Act
A Memoir of a Crisis and its Aftermath
قصة دخوله جامعة هارفارد،
يقول على الرغم من شيوع التفرقة العنصرية في أمريكا وقت أن كان شابا
فإن علاقة والده بالسود كانت علاقة جيدة
وقد ساعدته هذه العلاقة لاحقا بطريقة لم يكن يتوقعها
ففي يوم من الأيام زارهم "كين ماننج"، أحد السود الذي كان على علاقة جيدة بوالده
والتحق بهارفارد وأصبح فيما بعد أستاذا لفلسفة العلوم في معهد MIT الشهير في الولايات المتحدة
ولإيمان البروفسور ماننج بقدرات برنانكي تحدث معه عن ضرورة التحاقه بجامعة هارفارد
كما تحدث إلى والديه، وفي خضم حماسه في الدفاع عن الفكرة
أقنع الجميع بفكرته بضرورة التحاق برنانكي بجامعة هارفاد
كانت المشكلة الأساسية لوالديه هي كيفية تدبير الـ 4600 دولار مصاريف السنة الأولى في الجامعة
...
يقول برنانكي قدمت طلبا للالتحاق بالجامعة والذي نظر اليه بين أصدقاءه على أنها نكتة
غير أنه بعد ان أنهى دراسته الثانوية اتصل به مسجل الجامعة وأخبره بأنه تم قبوله في هارفارد
يقول برنانكي بعد أن علم والداه بالنبأ أخبراه بأنه يجب أن يعمل لبعض الوقت حتى يتمكن من تدبير جانب من مصاريف الجامعة في السنة الأولى.
يقول برنانكي بحثت عن عمل ووجدته في المركز الصحي الذي كان يبنى في المدينة
حيث تقدمت كعامل يدوي بمرتب 1.75 دولارا في الساعة،
وبالرغم من أنه قصير نسبيا وكذلك وزنه قليل فقد قبلوه كعامل بناء
كان مهمته هو أن يحمل احجار الطوب والأسمنت للبنائين
في البداية لم يكن يقدر على حمل الحجارة الثقيلة وكان يتعثر وأحيانا يسقط
يقول وجدت نفسي وأنا ابن الطبقة المتوسطة أعمل بين مجموعة من العمال السود والقرويين البيض الذين يأتون من المناطق المحيطة، لم يكن هناك أي قدر من التشابه بينه وبينهم ولذلك كانون يطلقون عليه لفظ "المتقلص"
يذكر برنانكي بانه في أول يوم عمل عاد للمنزل وهو مغطى بالأسمنت ولم يتمكن من أن يتناول الطعام وظل يشرب الماء ونام على الأريكة بينما هو جالس عليها
غير أنه مع مرور الوقت اشتد عوده وأصبح ماهرا في حمل الحجارة والأسمنت دون أن يتقلص
ثم تمت ترقيته من مجرد شيال للحجارة إلى عامل مونة يتولى ملئ الفراغات بين الأحجار بالمونة
...
يذكر برنانكي أنه كان يعمل مع اثنين من العمال توثقت صداقته بهما وكان سعيدا بالعمل معهما
وفي يوم من الأيام ذكرا له أنهما سوف يتركان العمل في بناء المستشفى
وأنهما سوف يقوما بإنشاء المشروع الخاص بهما في مجال البناء
ودعواه لأن يلتحق بهما ويعمل معهما
فهذا العمل يعطي مالا اكثر وربما في غضون 5 إلى ست سنوات يجد نفسه صاحب مشروع مثلهما
لم يكن هذان العاملان يدركان أنهما يتحدثان مع طالب مقبول في أهم جامعات أمريكا  
وأنه سوف يصبح الرئيس القادم للاحتياطي الفدرالي الأمريكي
أرفع مؤسسة نقدية في العالم بأسره
وبانه سوف يصبح أهم شخص في أمريكا بعد الرئيس
>>>
من كتاب بن برنانكي 
The Courage to Act
A Memoir of a Crisis and its Aftermath

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق