السبت، نوفمبر ٢٨، ٢٠٠٩

أنفلونزا الخنازير ترفع أسعار الثوم الصيني

ألم تلاحظ عند ذهابك للسوبر ماركت للتسوق ان أسعار الثوم الصيني تتزايد على نحو ملفت للنظر، مقارنة بباقي الأسعار في ركن الخضروات. من متابعتي الشخصية، أرى أن سعر الثوم ربما تضاعف أكثر من 3 أضعاف سعره في الشهرين الماضيين. السبب الأساسي في ارتفاع أسعار الثوم هو مرض أنفلونزا الخنازير، حيث يسود اعتقاد في الصين بأن الثوم يمنح الجسم قدرة على مقاومة الأنفلونزا، ومن ثم يمكن ان يساعد الثوم الإنسان على تجنب الإصابة بالمرض، الفولكلور الأوروبي أيضا لا يعطي الثوم القدرة على مكافحة مصاصي الدماء فقط، ولكنه يعزو أيضا كافة أشكال التعافي من الأمراض إلى خصائص الثوم. المهم أن هذا الاعتقاد الصيني أدى إلى تزايد الطلب عليه بصورة ملفتة بحيث أصبح المجال مفتوحا على مصراعيه أمام تجار الثوم في مقاطعةJinxiang لتحقيق ثروات استثنائية هذا العام. وفي الصين أصبح الاستثمار في الثوم أفضل من الاستثمار في الذهب والفضة. وفقا لوزارة التجارة الصينية ارتفع سعر الكيلو جرام من الثوم من 1.6 يوان في مارس، إلى 6.14 يوان الآن، ويقال أن السعر ارتفع في بعض الأسواق إلى 15 ضعفا، وربما 40 ضعفا. ومما ساعد على اشتعال الأسعار انه عندما بدأت الأزمة العالمية قام مزارعو الثوم بتخفيض المساحات المزروعة بالثوم إلى النصف تقريبا في عام 2008.



ففي شمال الصين يعتقد أن مضغ الثوم يجعل الفرد أمنا من أنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض، ويعمل التجار على تشجيع الناس على الاعتقاد بأن تناول الثوم سوف يحفظهم من الوباء. وتشير صحيفة China Daily إلى أن أحد المدارس في مدينة Hangzhou في شرق الصين قد اشترت 200 كيلو جرام من الثوم لمساعدة التلاميذ الفقراء على تناول الثوم أثناء الغذاء كل يوم لرفع مستوياتهم الصحية.

تجارة الثوم في الصين تجارة واسعة، حيث تنتج الصين وحدها حوالي 3 أضعاف ما ينتجه العالم من الثوم، معظمها يتجه نحو التصدير. بالون أسعار الثوم في الصين رفع من عمليات المضاربة عليه، في حالة شبيهة ببالون أسعار زهرة التيوليب في هولندا، عندما كان الناس يراهنون على استمرار ارتفاع أسعار الزهرة في المستقبل.

الحقائق الطبية تشير إلى أن الثوم بالفعل يساعد على قتل البكتريا، ولكنه ليس فعالا إلى الحد الذي يمكنه من أن يعطي الفرد القدرة على مقاومة مرض أنفلونزا الطيور. أتمنى أن يعي الصينيون هذه الحقيقة حتى تعود أسعار الثوم إلى مستوياتها الطبيعية، والحمد لله ان استهلاك الأسر الأسبوعي من الثوم محدود بشكل عام، وإلا لكانت هناك مشكلة إضافية على ميزانيات الأسر الأسبوعية لدفع تكلفة الثوم الذي تتزايد أسعاره أسبوعيا.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق