الثلاثاء، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٩

من ينقذ الجوعي في العالم

في عام 1970 كان اكثر من 30% من سكان العالم يعانون من الجوع بصورة مستمرة، وقد تحسنت مستويات الجوع في العالم بشكل مستمر بعد ذلك حتى العامين الماضيين. فقد أدت الأزمة الاقتصادية العالمية إلى التأثير بصورة سلبية على معدلات الجوع في العالم، حيث تزايد عدد الجياع في العالم من 913 مليون نسمة عام 2008 إلى 1.02 مليار نسمة هذا العام، أي ما يعادل سدس عدد سكان العالم. ماذا يعني ذلك، إن ذلك يعني أن كل واحد من ستة أشخاص في العالم يذهب إلى السرير مساءا وهو جوعان لم يتناول حاجته الكافية من الطعام، طبعا من هؤلاء الأشخاص أطفال ونساء ومرضى.. الخ، إنها مأساة إنسانية رهيبة، جانب كبير منها للأسف أخلاقي، حيث يلقى الطعام في صناديق القمامة أو في المحيط أو يحرق دون أن يرسل إلى هؤلاء الجوعى بحجة أن مشكلة الجوع التي يعاني منها هؤلاء هي نتيجة لخطئهم في إنجاب قدر اكبر من الأطفال الذين لا يستطيعون استيفاء احتياجاتهم من الطعام. العالم ينفق مئات المليارات من الدولارات سنويا لانتاج وتطوير أسلحة لا تستخدم، وتتقادم بعد سنوات قليلة فيقوم باستبدالها ولا يستخدمها، بينما هؤلاء في أمس الحاجة الى كل سنت ليطفئون به جوعهم.

للأسف أدت أزمة الغذاء العالمية في السنوات القليلة الماضية إلى رفع أسعار الغذاء عالميا مما عقد من مشكلة الجوع في العالم. ففي العام الماضي ارتفعت أسعار السلع الغذائية بحوالي 17%. في الوقت الذي ترتب على الأزمة المالية العالمية تراجع التحويلات التي يحولها المهاجرين إلى الدول الفقيرة فضلا عن انخفاض مستويات الاستثمار الزراعي وهو ما أسهم في ارتفاع مستويات الجوع في الدول الفقيرة. كذلك تراجعت مستويات المعونة الدولية التي تقدمها الدول الغنية الى الدول الفقيرة. النتيجة هي مزيد من الجوع بين اخواننا في الانسانية.

إن أصعب نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية هي ارتفاع مستويات الجوع في العالم بعد أن أخذت مستويات الجوع في التراجع بشكل واضح منذ السبعينيات في القرن الماضي كما يوضح الشكل التالي الذي يشير إلى أن الجانب الأكبر من الجوعى من سكان العالم يوجد في آسيا وأفريقيا، حيث ترتفع مستويات الفقر. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة يحتاج العالم إلى زيادة إنتاج الغذاء بحوالي 70% بحلول عام 2050 لمواجهة النمو الكبير في أعداد السكان المتوقع أن يصل إلى 9.1 مليار نسمة في هذا الوقت. شخصيا لا أعتقد أن هناك مشكلة في زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 70% بحلول هذه السنة، فالعالم أقدر الآن على ايجاد وسائل جديدة للانتاج وسلالات أفضل من النباتات بفضل الهندسة الوراثية، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في عدالة توزيع الغذاء بين سكان العالم، حيث يلقى الطعام الفائض في البحر بينما يذهب الفقراء إلى النوم وهم يعانون من آلام الجوع المبرحة. عزيزي القارئ فقط أنظر الى نوعية الطعام الذي يقدم لهؤلاء المساكين من الجوعى، وقل الحمد لله على ما نحن فيه من نعمة، أدامها الله علينا وكفانا شر الجوع، آمين.




المصدر: http://www.economist.com/research/articlesBySubject/displaystory.cfm?subjectid=7933596&story_id=14636492

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق