السبت، يوليو ٣١، ٢٠١٠

استمرار تراجع النمو في الناتج المحلي الأمريكي

أصدر مكتب التحليل الاقتصادي اليوم التقديرات الأولية للنمو في الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني من هذا العام. البيانات تكشف عن أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي يتراجع للربع الثالث على التوالي، وهو ما يمكن تفسيره ببدء ذوبان اثر برامج التحفيز المالي التي طبقها الرئيس باراك أوباما بكثافة، وكذلك بدء زوال فعالية برامج التحفيز النقدي التي يطبقها الاحتياطي الفدرالي، بدءا من تبني مستهدفات منخفضة من المستويات التاريخية لمعدلات الفائدة على الأموال الفدرالية (معدل الفائدة على قروض ما بين البنوك لمدة ليلة واحدة)، وانتهاء بشراء حوالي تريليون دولارا من السندات الأمريكية لطباعة وضخ المزيد من الدولارات في السوق النقدي المحلي. الجرعات المكثفة التي تم تعريض الاقتصاد الأمريكي لها من برامج التحفيز أحدثت آثارا واضحة على معدل النمو في الربع الرابع من هذا العام، حيث بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الثالث 2.2% (على أساس سنوي)، وقد قفز هذا المعدل في الربع الرابع إلى 5.6%، وهو أداء مبهر بكل المقاييس جعل الجميع يتحدث عن قرب الخروج من الأزمة في الولايات المتحدة بصورة نهائية. غير أن هذا العزم في النمو الحقيقي قد أخذ يفقد عزمه بدخول الربع الأول من هذا العام حيث قدر النمو في الناتج بحوالي 3.7% (على أساس سنوي)، في الربع الثاني من هذا العام، ووفقا لهذه التقديرات الأولية فإن معدل النمو يقدر بنسبة 2.4%.



هذا النمو في الربع الثاني يعكس بصفة أساسية النمو الحادث في الاستثمار الثابت ونمو الصادرات والاستهلاك الشخصي، والنمو في الإنفاق الحكومي والاستثمار الثابت في المساكن. بشكل أكثر دقة تزايد الإنفاق الاستهلاكي الخاص بمعدل 1.6%، وذلك مقارنة بـ 1.9% في الربع الأول، بينما تزايد الاستثمار الخاص غير السكني بمعدل 17% مقارنة بمعدل نمو 7.8% في الربع الأول. أما بالنسبة لصادرات السلع والخدمات قد تزايدت بمعدل نمو 10.3% في الربع الثاني بمقارنة بنمو يبلع 11.4% في الربع الأول، بينما تزايدت الواردات من السلع والخدمات بنسبة 28.8% مقارنة بمعدل نمو 11.2% في الربع الأول. وأخيرا تزايد الإنفاق الاستهلاكي الحكومي بنسبة 9.2%، مقارنة بنسبة 1.8% فقط في الربع الأول. هذه التقديرات تعد تقديرات أولية، حيث ستتم مراجعة ثانية لها بتاريخ 27 أغسطس 2010، وهي ما يمكن أن تسفر عن انخفاض او ارتفاع معدل النمو، وما زلنا في انتظار التفاصيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق