منذ بداية الأزمة وتبني الولايات المتحدة لبرامج التحفيز المالي الضخمة أخذت الكتاب من كل حدب وصوب يتحدثون عن الخطر القادم الذي سيواجه أمريكا، وهو التضخم، بل ان البعض أخذ يتحدث عن التضخم الجامح الذي حدث في زيمبابوي على انه السيناريو القادم الذي ينتظر الولايات المتحدة. ورغم أن الأزمة تدخل عامها الثالث تقريبا، فإننا الأرقام على ارض الواقع تشير إلى تراجع معدلات التضخم إلى اقل من اتجاهها العام.
التطورات التي حدثت خلال الثلاث شهور الماضية تدق جرس الخطر بأن التخوف القادم لن يكون التضخم، بل انكماش الأسعار. للشهر الثالث على التوالي تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل ميل الرقم القياسي للأسعار نحو التراجع، وهو ما يدعم التوقعات بميل الأسعار نحو الانكماش. اليوم صدر تقرير مكتب إحصاءات العمل عن الرقم القياسي للأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية والذي أظهر تراجع المستوى العام للأسعار في شهر يونيو بمعدل 0.1%. الشكل التالي يوضح تطورات معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، ومن الشكل يتضح ان أعلى معدل شهري بلغه التضخم هو في يونيو 2009 حيث بلغ معدل التضخم 0.7%.
إذا ما آخذنا التطورات التي حدثت في مجال التضخم خلال السنة الماضية سوف نجد أن معدل التضخم بلغ 1.1% (بدون تعديل موسمي)، وهو معدل منخفض جدا، أما اذا ما آخذنا التضخم الجوهري في الاعتبار (أي بعد عزل أثر أسعار الغذاء والطاقة على الرقم القياسي للأسعار) فان معدل التضخم يصبح 0.2% في يونيو أي بزيادة 0.1% فقط من مايو، بينما نجد ان معدل التضخم الجوهري خلال ألاثني عشر شهرا الماضية ينخفض عند 0.9% للشهر الثالث على التوالي. الشكل التالي يوضح معدل التضخم السنوي الجوهري لكل من إجمالي الرقم القياسي للأسعار (المنحنى الأزرق) والتضخم الجوهري وذلك بدون أثر أسعار الغذاء والوقود (المنحنى البني). والذي يوضح استقرار معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى حد كبير، عند مستوى منخفض جدا.
مدونة اقتصاديات الكويت ودول مجلس التعاون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق