الخميس، يوليو ٠١، ٢٠١٠

من يوقف هذا الجنون

عندما وقعت على هذا الرابط أصبت بصدمة شديدة جدا، لم استطع تحمل أن انتهى من قراءة محتويات الرابط حتى أخذت انقل صورة ما قرأته عن هذا الموضوع للقارئ. لقد فزعت فزعا شديدا عندما شاهدت هذه الصور لهؤلاء الأطفال وهم يحملون البنادق. فقد كان من المفترض أن هؤلاء الاطفال يجلسون الآن في الفصول الدراسية يتعلمون فنون اللغة والرياضيات والكيمياء وغيرها من المهارات التي تساعدهم على شق طريقهم في الحياة بسهولة، وتعدهم لكي يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع المدني الذي ينتمون اليه، وتؤهلهم لكي يصبحوا قوة عمل ماهرة ورأس مال بشري مبدع ومبتكر وقادر على الإنتاج. وبدلا من كل هذا فإن هؤلاء الأطفال يحملون الآن البندقية ليحاربوا بها. تلك الأجساد الصغيرة الضعيفة التي، كما هو واضح من الصورة، لا تقوى حتى على حمل البندقية، حولتهم السلطات والمجتمع إلى مقاتلين وربما قتلة، وهم في هذه السن الصغيرة جدا. إنها أبشع صور الاستغلال الذي يتعرض له بعض الأطفال في العالم، وبالتحديد في إفريقيا، حيث اصبح حمل البندقية اسهل الطرق للعيش والحصول على النقود اللازمة للبقاء على قيد الحياة للطفل واسرته.
ترى أي نوع من القيم والاخلاق التي سيتم تلقينها لهؤلاء المساكين؟، ترى كيف ستتشكل نفسية طفل مثل هذا، وهو يشعر وهو في هذه السن  الصغيرة جدا أنه يمكنه أن يقضي على حياة انسان آخر بمنتهى السهولة، حيث لا يتكلف ذلك بالنسبة له سوى مقدار الجهد اللازم لأن يضغط اصبعه الصغير على زناد هذه البندقية وبضعة سنتات ثمن الطلقة؟، ترى كيف ستكون نظرة مثل هذا الطفل الصغير عندما يكبر الى  المجتمع الذي يتجول فيه الآن وفي هذه  السن  الصغيرة جدا ببندقيه؟، ترى ... ترى ... إنها أسئلة كثيرة جدا تدور في الذهن عندما نشاهد هذه المناظر البشعة، وأي مستقبل ينتظر هؤلاء، سوى أن يتحولوا، على أفضل الظروف، إلى مرتزقة أو قراصنة قساة القلوب والضمائر، منعدمي الضمير، يستحلون كل شيء وأي شيء في المجتمع، ولما لا؟ إذ ماذا قدم لهم هذا  المجتمع أصلا حتى يحترموه، سوى انه اغتال ظفولتهم وهم في هذه السن الصغيرة. لعن الله من أجبرهم على ذلك سواء من الداخل أو من الخارج.








هذه الصور لأطفال في سن الزهور في الصومال، حيث من السهل أن تفقد حياتك للأسف بدون أدنى مقابل، وربما بدون سبب واضح سوى أن حظك العثر ساقك الى هذا المكان، حيث تم اقتناصك، ذلك البلد مزقته الحروب الأهلية والتدخل الخارجي عبر عقود طوال من الزمن بلا امن ولا سلام ولا استقرار ولا اطمئنان وبالتأكيد لا شيء، ووعلى الرغم من مساعي الدول الاسلامية لحل مشكلة الصومال إلا أنها لم تحقق حتى هذه اللحظة أي نجاح يذكر في إعادة الأمن والسلام إلى هذا البلد الفقير في حظه وموارده وسكانه ومستقبله ككل، ونتيجة لذلك انتشرت كافة الممارسات البربرية وعصابات القرصنة لخطف كل شيء وأي شيء، وآخرها بالطبع اختطاف أحلام هؤلاء الأبرياء وتحويلهم بالقوة إلى قتلة أو مقاتلين، وهي مهمة من المؤكد أنهم ليسوا على استعداد، أو على الأقل ليسوا أهلا لها الآن.

لقد صدمت عندما قرأت أن حوالي 0.2% من أطفال إفريقيا هم من المحاربين في صورة ما في الجيوش النظامية وغير النظامية، إنها ولا شك إحصاءات مرعبة. فمن المؤكد أن هؤلاء سوف يكونون مافيا المستقبل وقراصنة البحار بعد أن وئد فيهم ولديهم كل ما له علاقة بالحياة المدنية. الحكومة الصومالية للأسف تدفع الآن بآلاف من الأطفال الصغار بدءا من سن التاسعة لكي يكونوا جنودا في الجيش يحملون هذه الأسلحة الفتاكة دون عقل راجح ولا حتى أجساد قادرة على التعامل مع هذه الماكينات القذرة.



لقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز هذه الصورة لهذا الطفل الذي يحمل بندقية اتوماتيكية تحت عنوان أطفال محاربين لحليف أمريكي في الصومال، وهو ما يجعلنا نتسائل، أين ما تتشدق به أمريكا عن حقوق الطفل وحقوق الإنسان، أين الميثاق الدولي لحقوق الطفل؟، إننا في ظل هذه الاوضاع المتردية لا نطمع في أن ندعو الولايات المتحدة إلا سوى تطبيق حقوق الكلاب على هؤلاء المساكين، وليس حقوق الطفل أو حقوق الانسان. متى يتمتع هؤلاء المساكين بحقهم في أن يعيشوا حياة طبيعية هادئة حتى يبلغوا سن الرشد، وبعدها يختارون ما يشاءون من مهن. من المؤكد أنه أن يجبر طفل صغير على أن يتحول إلى مقاتل يحمل مثل هذا السلاح في مثل هذه السن الصغيرة، فإن ذلك يمثل قمة القسوة وقمة التخلف أيضا، فمن يوقف هذا الجنون في العالم.

http://www.nytimes.com/2010/06/14/world/africa/14somalia.html?_r=1&hpw

مدونة اقتصاديات الكويت ودول مجلس التعاون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق