نشرت ''الاقتصادية'' خبرا عن أن عقوبة استخدام برنامج ''سكايب'' للاتصالات عبر الإنترنت في الإمارات، تراوح وفقا للقانون بين السجن والغرامة، وواقع الحال أن مثل هذا النص القانوني لن يوقف بأي صورة من الصور استخدام مثل هذه البرامج المجانية للاتصالات في فضاء تكنولوجيا النقل الرقمي الذي يعيشه العالم حاليا.
صناعة الاتصالات المتنقلة تتعرض اليوم لتغيرات هيكلية لم تدرك خطورتها أو أهميتها شركات الاتصالات المتنقلة في العالم أجمع، فمستقبل صناعة الاتصالات المتنقلة المدفوعة الثمن أصبح اليوم غير مضمون بسبب التكنولوجيا الرقمية Digitization، التي في طريقها لقلب معطيات صناعة الاتصالات المتنقلة رأسا على عقب، حيث يمكن للمبادرين أصحاب الأفكار غير التقليدية اجتياح هذه الصناعة برأسمال محدود واستثمارات هامشية وجذب مئات الملايين من المستخدمين عالميا في غضون فترة زمنية قصيرة.
إذا لم تعِ شركات الاتصالات المتنقلة طبيعة التحولات الهيكلية التي تحيط بالصناعة، وتفكر بصورة جدية في كيفية التأقلم معها وتطويعها لتعظم استفادتها منها، فإن قطار التكنولوجيا الرقمية سيفرمها في طريقه، تماما مثلما حدث لشركة ''كوداك'' عملاق صناعة كاميرات التصوير في العالم. حيث لم تنتبه الشركة إلى خطورة التطورات الهيكلية التي تحدث في الصناعة نتيجة تكنولوجيا التصوير الرقمي. فعلت الشركة القليل لإنقاذ أعمالها في مواجهة هذا البركان الكاسح، واكتفت تقريبا بدور المتفرج لما ستسفر عنه التطورات في هذا المجال، فاضطرت في النهاية إلى اللجوء إلى القانون الأمريكي لتعبئة استمارة إفلاسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق