تناولت ''الاقتصادية'' أكثر من مرة قضية فتح البورصة السعودية للأجانب، والمتتبع لتلك التقارير يلاحظ أن هناك تباينا في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض. وجهة نظر المؤيدين هي أن فتح البورصة سيعمق السوق ويرفع من درجة سيولته، فضلا عن أنه سيعزز من استراتيجيات التعامل، ويسهم في نضج البورصة على نحو كبير، لتتماشى مع البورصات العالمية بما يسمح بإدراجها ضمن أسواق الدول الناشئة.
لست مع المؤيدين للفتح، وتعليقي هو أن فتح البورصة للأجانب سيؤدي إلى زيادة حدة التقلبات التي تحدث في أسعار الأسهم بفعل اشتداد عمليات المضاربة على الأسهم المتداولة فيها، وهو بلا شك أثر سلبي لا يمكن إهماله، في سوق يتسم أصلا بارتفاع حدة تقلب أسعار الأسهم فيه.
لا شك في أن فتح البورصة سيزيد من درجة سيولتها، ولكن السؤال الأساسي هو: هل تحتاج البورصة السعودية لمزيد من السيولة؟ ثم إن طبيعة السيولة الأجنبية المتوقعة مع فتح السوق هي أنها ستكون من النوع الساخنHot Money، الذي يدخل السوق بسرعة، ويخرج أيضا بنفس السرعة التي دخل بها، نعم هي سيولة، إلا أنها سيولة من النوع الذي سيتبخر عندما تحتاج السوق إليها مع تراجع مؤشراتها وتحقيق المحافظ فيها خسائر، وستتراكم هذه السيولة محدثة قفزات سعرية غير مبررة من الناحية الأساسية، عندما تحقق المحافظ في البورصة أرباحا رأسمالية غير اعتيادية، ما يؤدي إلى اشتداد التقلبات السعرية في البورصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق