نشر معهد ماكينزي الدولي تقريراً عن توزيع مدن العالم عام ٢٠٢٥، الذي أظهر تطوراً هائلاً في التوزيع المتوقع لأبرز المدن في العالم. أهم ما توصل إليه التقرير هو أنه في عام 2025 ستكون نحو ٦٠٠ مدينة رئيسة في العالم مسؤولة عن الجانب الأكبر من الناتج الذي يتم توليده دولياً.
من حيث التوزيع الجغرافي لهذه المدن، يشير التقرير إلى أن الجانب الأكبر من هذه المدن لن يكون في دول العالم الصناعي التقليدية في أوروبا وشمال أمريكا، فمن بين هذه المدن سيكون هناك نحو 440 مدينة، أي بنسبة 73 في المائة متركزة أساساً في الدول الناشئة في العالم، وأن مراكز الجاذبية الأساسية للأعمال ستتحول من شمال أمريكا وأوروبا إلى آسيا بالدرجة الأولى.
ماذا تعني تلك التوقعات؟ إنها توضح لنا المسار المتوقع لأداء الأعمال في العالم بين المراكز الرئيسة فيه، وأنه بالنسبة لنا في دول مجلس التعاون حيث نتمتع بفوائض ضخمة حالياً، نستثمرها بشكل أساسي في الدول الصناعية التقليدية في أوروبا وشمال أمريكا، فإن التوزيع الحالي لهذه الاستثمارات قد لا يكون مناسباً، وإن استثمارات دول المجلس عليها أن تستعد للانتقال إلى هذه المدن الجديدة في آسيا والدول الناشئة، فمن المؤكد أننا مقدمون على عصر أخذت فيه القوة الاقتصادية للغرب في الأفول، وأن الفرص الضخمة الكامنة في الشرق تستوجب أن نستعد لقطف ثمارها، وليس هناك أفضل من الوقت الحالي للبدء بذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق