وقع هذا الحادث المؤسف في الكويت، الأسبوع الماضي، عندما لكزت معلمة طالبة في المرحلة المتوسطة، فسقطت الطالبة مغشيا عليها، وأثناء نقلها لتلقي العلاج فارقت الحياة. التحقيقات الأولية أشارت إلى عدم وجود شبهة جنائية، وأن وفاة الطالبة كانت طبيعية.
عقب زيارة وزير التربية لأهل الطفلة لتقديم واجب العزاء توجّه باستقالته إلى رئيس الوزراء، مؤكداً أن استقالته تأتي انطلاقاً من مسؤوليته السياسية، وأن جميع التلاميذ في الكويت هم أمانة في رقبته، أما وقد حدث هذا الحادث المأساوي، فإنه يعتذر عن استكمال قيادته للوزارة.
وفقاً لتصريحات رئيس الوزراء، فإنه لم يقبل الاستقالة، وأنها بين يدي أمير البلاد للبت فيها، ولم يبت فيها حتى كتابة هذا التعليق. غير أن التصرّف الشجاع للوزير ضرب مثلاً يجب أن يُحتذى به في عالمنا العربي، وهو أن المسؤولية، أياً كان موقعها، هي في الأصل أمانة، وأن الأمانة تقتضي من المسؤول أن يكون عند حُسن ظن الجميع، فإن كان قادراً على حملها، فبها ونعمت، وإن لم يكن فعليه أن يترك مكانه لمَن هو أقدر على حمل الأمانة والقيام بتبعاتها.
تحية للدكتور نايف الحجرف وزير التربية الكويتي، على هذا الموقف الشجاع، فلا شك أنه ليس مسؤولاً بصورة مباشرة عن سلوك معلمة في المدرسة، ولكن أن يحدث ذلك في إحدى مدارس الكويت، فذلك أمرٌ لا يقبله ضميره، ولذلك فضّل ألا يستمر وزيراً في مؤسسات فيها مثل هذه المخالفات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق