الاثنين، مارس ١٨، ٢٠١٣

ظاهرة التسوُّل

نشرت "الاقتصادية" تحقيقاً حول الاتجاه نحو إيواء الأطفال المتسوّلين في دار إيواء المتسوّلين في جدة. التسوُّل هو أسهل الطرق لكسب المال - وهو في الوقت ذاته عندما نتحدث عن المتسوّلين الأطفال - مشروع تدمير مستقبل عضو منتج في المجتمع وتحويله إلى عالة عليه بشكل كامل، حيث يفقد المجتمع الطاقة الإنتاجية التي لهذا المتسوّل إذا تحول إلى عضو نافع.
انتشار التسوّل مسؤولية مشتركة بين المتسوّل والمتبرّع وجهات مكافحة الظاهرة، فمساعدة المتسوّل يُنظر إليها على أنها صدقة ومساعدة لهذا المتسوّل على مواجهة أعباء الحياة، غير أن النظرة الصحيحة للتسوّل ليست على هذا النحو، فعندما يمتهن الشخص التسوّل كحرفة، فإن مساعدته بتقديم المال له، تجعل حياته سهلة، حيث يسهل عليه جمع النقود ببعض الدعاء أو الإفراط في الشكوى وفي بعض الحالات الحرص على إبراز العاهة... إلخ. سد منافذ التسوّل أيضا مسؤولية مشتركة بين الدولة والمتبرّع ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في مجال العمل الخيري، بصفة خاصّة يجب أن يفهم المواطن أن المساعدة التي يقدمها للمتسوّلين بشكلٍ مباشرٍ ليست الإجراء الأمثل لتقديم الصدقة، بل ربما تكون المساعدة أنجع إن تمت لمؤسسات تأهيل المتسوّلين وإعدادهم مهنياً للانخراط في المجتمع كأشخاص منتجين فيه لا كعالة عليه.
وأخيراً، فإن مساعدة هؤلاء تساعد على انتشار ظاهرة التسوّل، ولا شك أن ذلك يضر بسمعة المملكة أمام مَن يزورها، مع أن هذا البلد المعطاء لا يدخر جهداً لرفع مستوى معيشة المقيمين فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق