الاثنين، مارس ١٨، ٢٠١٣

هل انتهت احتمالات عودة الركود إلى غير رجعة؟؟؟



نشأ علم الاقتصاد الكلي كفرع مستقل من فروع علم الاقتصاد في الاربعينيات من القرن الماضي فقط. كان السبب الرئيس في بزوغ هذا العلم كفرع مستقل بذاته هو الكساد العالمي الكبير الذي حدث في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، حيث ظهر هذا التحليل الاقتصادي على المستوى الكلى كاستجابة للكساد العظيم. وقد كان الهدف الأساسي من هذا الفرع من فروع علم الاقتصاد هو التأكد من أن العالم لن يواجه ازمة على نفس المستوى الذي واجهها في أثناء الكساد العظيم.
في غضون سنوات قليلة من نشوء هذا العلم اصبح هناك اعتقاد بين عدد كبير من الاقتصاديين، خصوصا النيوكلاسيك، بأن الأزمات الاقتصادية التي على شاكلة الكساد العظيم قد ولت الى غير رجعة وأن السياسات الاقتصادية الكلية قد نجحت بالفعل في حماية العالم من تكرار حالات الركود، على سبيل المثال قال روبرت لوكاس الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد في منتصف التسعينيات عن اسهاماته خصوصا في مجال التوقعات الرشيدة، عندما أشار في محاضرته أمام الجمعية الاقتصادية الامريكية في 2003 بأن الاقتصاد الكلي قد حقق نجاحا كبيرا وأن مستهدفاته بمنع حالات الركود قد كللت بالنجاح، وأن الركود اصبح من الماضي.
غير أن هذا الادعاء قد جانبه قدر كبير من الصواب، حيث أن الاقتصاد الياباني كان في وقت القاء هذه المحاضرة ما زال يعاني من آثار الركود الكبير الذي عانى منه خلال عقد كامل من الزمن تقريبا أطلق عليه لاحقا العقد المفقود، كذلك لم يكن ما حدث في امريكا اللاتينية في الثمانينيات يختلف بشكل كبير عما حدث في أثناء الكساد العظيم، إلا إذا كان روبرت لوكاس يقصد بذلك تراجع احتمالات الركود في أمريكا فقط، وليس باقي دول العالم، غير أنه لم لم تمر سوى ثلاثة سنوات على محاضرة لوكاس، حتى انطلقت أكبر ازمة كساد عرفها العالم منذ الكساد العالمي الكبير.
بل ان جانبا كبيرا مما حدث في العالم في ركود 2008 يمكن أن يعزى الى الاقتصاديين أنفسهم، فقد نادى بعضهم بالتحرير المالي على أساس أنه الأداة لرفع مستوى الأداء الاقتصادي الكلي، وهو ما رفع احتمالات تعرض العالم لأزمة ركود كتلك التي عانى منها خلال العشرينيات من القرن الماضي، كما قد صوت بعضهم للأسف الشديد ضد استخدام السياسات الاقتصادية الكلية المناسبة لمواجهة الركود الحالي، باعتبار أن التدخل الحكومي لتحفيز الاقتصاد يزيد الطين بله ولا يساعد على الخروج من الركود.
من خلاصة قراءتي في كتاب End this Depression Now لروبرت كروجمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق