نشرت ''الاقتصادية'' تصريحا لوزير المياه والكهرباء عن أن عملية توصيل الكهرباء للمنشآت والمباني السكنية والتجارية وغيرها لن تتم إذا لم يلتزم أصحاب هذه المباني بالعزل الحراري لتخفيض استهلاك الكهرباء.
ترى ما الذي يمنع أصحاب المباني من القيام بعملية العزل الحراري لتلك المباني لتخفيض تكلفة استهلاك الكهرباء؟ الإجابة ببساطة هي أن الكهرباء رخيصة الثمن، لدرجة أن استهلاك الكهرباء في ظل الأسعار الحالية، مهما ارتفع، سوف تكون تكلفته محدودة من الناحية المادية. الذي يدفع تكلفة عدم عزل المباني حراريا إذن هي الدولة، التي ترصد مبالغ هائلة سنويا لضمان وصول الكهرباء إلى مستخدميها بأسعار مناسبة، ولأنه من المعلوم اقتصاديا أن انخفاض التكلفة يؤدي إلى الإفراط في الطلب، فإن عدم توفير العزل الحراري سيعني هدرا للدعم الذي تقدمه الدولة لإنتاج هذه السلعة الحيوية سنويا.
لا شك أن إجبار أصحاب المباني على الالتزام بتوفير العزل الحراري للمباني هو خطوة صحيحة لضبط استهلاك الكهرباء وخفض التكاليف التي تدفعها الدولة كدعم لتوفير الكهرباء، وإن كان الخيار الأمثل في هذه الحالة هو تحميل المستهلك التكلفة الحقيقية للكهرباء، الذي إذا ما تم، فإنه سيدفع بالجميع، سواء أصحاب المباني القديمة أو الجديدة، إلى تركيب العزل الحراري لمبانيهم، ولكن لأن هذا الإجراء قد لا يكون مقبولا في الوقت الحالي، فإن حرمان المباني غير المعزولة حراريا من الكهرباء يصبح الخيار الأمثل من الدرجة الثانية Second Best.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق