المعجزة الاقتصادية في الصين تواصل نجاحاتها بشكل سريع حيث تتزايد أهمية الاقتصاد الصيني في العالم اليوم. ونظرة سريعة على ما حولك من أجهزة وملابس وآلات وأدوات... الخ، ستجد أن الجانب الأكبر منها مصنوعا في الصين. في الثمانينيات والتسعينيات كان معظم الأشياء التي تحيط بك مصنوعة في اليابان، غير أن الاقتصاد الياباني واجه انتكاسة حادة في 1997 بسبب سياسات النمو السريع، وذلك عندما حدثت الأزمة الاقتصادية الآسيوية التي ما زال يعاني من آثارها حتى اليوم.
في الوقت الذي أخذ فيه النمو الياباني في الانطفاء، كانت شعلة النمو للعملاق الصيني تستعد للتوهج، وربما قريبا سوف نشهد الاقتصاد الصيني كأكبر اقتصاديات العالم من حيث الحجم. الهند تسير حاليا، وان كان ببطء، على نفس المسار الصيني، غير أن البني التحتية في الهند ما زالت في حاجة إلى تنمية كبيرة جدا لكي تبدأ السير على نفس المسار الصيني وبسرعته وحدة نموه.
الشكل التالي يعقد مقارنة بين حجم كل من الاقتصاد الصيني والاقتصاد الياباني خلال الفترة من 1985 إلى 2010. حتى عام 1995 كان الاقتصاد الياباني ينمو من حيث الحجم بشكل كبير ليقترب من حجم الاقتصاد الأمريكي، ففي عام 1995 بلغ الاقتصاد الياباني حوالي 71% من حجم الاقتصاد الأمريكي قبل ان يتراجع بشكل سريع بفعل الأزمة الآسيوية، لينخفض حجم الاقتصاد الياباني كنسبة من الاقتصاد الأمريكي إلى حوالي 34% فقط في 2010. على العكس من ذلك نجد أن الاقتصاد الصيني ينمو بشكل متواصل حيث تزايدت نسبته إلى الاقتصاد الأمريكي من 7% فقط في عام 1985 إلى حوالي 38% في 2010، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها حجم الاقتصاد الصيني حجم الاقتصاد الياباني ليصبح الاقتصاد الصيني اكبر اقتصاد (كدولة) بعد الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الاتجاه العام للنمو يؤكد أن تأثر الاقتصاد الصيني بالأزمة الاقتصادية العالمية كان محدودا، لا سيما وأن الصين أعلنت منذ اندلاع الأزمة عن تنفيذ برنامج مكثف للتحفيز المالي.
هذا طبعا لا يعني أن الصين أغنى من اليابان، فهناك فارق شاسع بين متوسط نصيب الفرد من الدخل في الصين واليابان، لصالح اليابان طبعا، كما أن رفاهية الفرد في اليابان تفوق بشكل كبيرة رفاهية الفرد في الصين بحجم سكانها الضخم.
المصدر: http://www.economist.com/research/articlesBySubject/displaystory.cfm?subjectid=7933596&story_id=15096188
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق