مؤشر البيج ماك الأخير أشار مرة أخرى إلى أن اليوان الصيني من أكثر العملات التي تحتاج إلى ترتفع قيمتها لكي تعكس القوة الشرائية الحقيقية لتلك العملة، وذلك حسب الشكل التالي، والذي يوضح النسبة التي يجب أن ترتفع بها العملة باستخدام القيمة المحسوبة لها باستخدام مؤشر البيج ماك، أو النسبة التي يجب أن تنخفض بها العملة باستخدام القيمة المحسوبة لها باستخدام مؤشر البيج ماك. باختصار مؤشر البيج ماك هو تطبيق لما يسمى بقانون السعر الواحد، والذي يقوم على أساس افتراض ان السلعة التي تباع في أكثر من مكان في العالم يجب أن تباع بنفس السعر، فإذا اختلف سعر السلعة بين سوقين، فيجب أن يختلف سعر الصرف بين عملتي السوقين عكسيا مع نسبة ارتفاع أو انخفاض السعر في سوق ما عن سوق المقارنة. سوق وعملة المقارنة في مؤشر البيج ماك هو السوق الأمريكي والدولار الأمريكي، ومن ثم فان المغالاة في قيمة عملة ما أو بخس قيمتها يحسب بالنسبة للدولار الأمريكي.
عمليات الحساب الأخيرة لمؤشر البيج ماك الذي تصدره مجلة الايكونوميست تؤكد مرارا وتكرارا أن اليوان الصيني في حاجة إلى رفع قيمته، وهو مطلب شبه عالمي تقريبا، حيث تعاني موازين مدفوعات دول العالم من هذا الأمر الذي يجعل السلع الصينية أرخص من السلع الوطنية، فتكون النتيجة مدمرة للصناعات الوطنية. لذلك تتهم الصين بأنها تتسبب في تراجع صناعات الدول النامية بسبب الميزة التي تكتسبها السلع الصينية من انخفاض معدل صرف اليوان الصيني وتقييمه بقيمة أقل من قيمته الحقيقية. لقد اشتكت الولايات المتحدة مؤخرا بأن الصين تسرق الوظائف الأمريكية من خلال انخفاض قيمة اليوان الذي يؤدي إلى ارتفاع الواردات الامريكية من الصين، ومن ثم انخفاض الإنتاج المحلي المثيل، مما يعني الاستغناء عن العمال الذين يعملون في مجال السلع الامريكية البديلة.
:
اليوم بالاخبار حاطين تقرير ان الصين اصبحت الدولة المصدرة الاولى في العالم
ردحذفوذكرو نقطة انها تحافظ على عملتها منخفضة وان امريكا والاتحاد الاوروبي يطالبونها برفع سعر عملتها
هل الهدف من هذه المطالبة هو سحب البساط من الصين؟ وتقليل مكانتها كقوة اقتصادية وانتاجية؟
شكرا على التعليق
ردحذفلا ليس الهدف هو ذلك، ولكن الهدف هو ضمان نوع من العدالة في المنافسة بين الدول في السوق التجاري الدولي، حيث أن الحفاظ على معدل صرف العملة المحلية منخفضا يعد من الممارسات غير العادلة في التجارة. حيث تقل صادرات الدول الاخرى الى الصين، بينما تزداد صادرات الصين إلى تلك الدول، أو تزداد واردات الدول الاخرى من الصين بينما تقل واردات الصين من هذه الدول.
فلو أن اليوان الصيني قد تم رفعه بالنسبة المقترحة في المقال، على سبيل المثال بـ 50%، فإن اسعار السلع الصينية سوف ترتفع بنسبة 50%، وهو ما يمكن المنتجات الوطنية في الكثير من الدول المستوردة من المنافسة مع السلع الصينية عندما ترتفع اسعارها.
على سبيل المثال أدت الملابس الصينية المنخفضة الثمن الى اغلاق آلاف مصانع الغزل والنسيج في مصر، بعد أن كانت لمصر الريادة في سوق المنسوجات العالمي. قس على ذلك أثر السلع الصناعية الصينية على المصانع الشبيهة في الدول الاخرى، سواء المتقدمة أو النامية.
اليوان الرخيص مصدر قلق كبير للعالم، لأن الصين بالفعل تحقق أكبر فائض تجاري في العالم، ومع كافة دول العالم. هذا الفائض مرشح للانخفاض مع رفع قيمة اليوان.