حققت الولايات المتحدة الأمريكية في شهر ديسمبر الماضي عجزا بلغ حوالي 92 مليار دولار، وهو ضعف العجز المحقق في نفس الشهر في العام الماضي تقريبا، حيث بلغ الإنفاق الحكومي في هذا الشهر 310.8 مليار بينما بلغت الإيرادات الحكومية حوالي 218.9 مليار دولار. بهذا الشكل تحقق الولايات المتحدة عجزا قياسيا للشهر الخامس عشر على التوالي، وهو ما يعكس جهود الحكومة الأمريكية لمعالجة الأزمة والخروج من حالة الكساد، فقد أدى برنامج التحفيز الذي اقره الرئيس أوباما، بمبلغ 787 مليار دولار إلى تحقيق عجز بحوالي 1.4 تريليون دولار هذا العام. العجز في عام 2010 مرشح لان يتجاوز التريليون دولار أيضا ليحقق الاقتصاد الأمريكي عجزا تريليونيا للسنة الثانية على التوالي، وهو أمر لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة. من الطبيعي في ظل هذا العجز الكبير أن ترتفع نسبة العجز في الميزانية إلى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. وللتخفيف من حدة هذا العجز فإن الرئيس الأمريكي يعتزم زيادة المتحصلات الضريبية في صورة رسوم من البنوك بحوالي 120 مليار دولار.
لقد أسهمت الحرب التي أعلنها الرئيس السابق جورج بوش الابن على الإرهاب، ثم على أفغانستان والعراق في تحول الميزانية العامة للولايات المتحدة إلى العجز، بعد أن حققت فائضا قدره 127.3 مليار دولار في سبتمبر 2001، في بداية عهد الرئيس بوش، وبحلول نهاية فترته الرئاسية كان عجز الميزانية 454.8 مليار دولار، في سبتمبر 2008. الشكل التالي يوضح نسبة عجز الميزانية العامة للدولة إلى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (المحور الرأسي الأيسر)، عن الفترة من 1981 حتى الآن. ومن الشكل يلاحظ أن عجز الميزانية إلى الناتج المحلي الإجمالي يتجاوز هذا العام نسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق خلال هذه المدة. هذا العجز في الميزانية لا بد وأن ينعكس في صورة ارتفاع مستويات الدين العام الأمريكي والذي بلغ اليوم حوالي 12.3 تريليون دولار (لاحظ ان الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لهذا العام 14.3 تريليون دولار)، وهو ما يعني ان الدين العام الأمريكي يتجاوز الحدود الآمنة لنسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق